"الهدنة الهشّة" مستمرة.. والملف الرئاسي في صلب مباحثات ماكرون في السعودية
لا يزال لبنان يشهد هدنة هشّة تهدّدها الخروقات الإسرائيلية المتنقّلة، وسط دعوات داخلية وخارجية لضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحؤول دون انهياره.
التطورات الميدانية، ترافقت مع انطلاق المرحلة الأولى من مهمة لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، برئاسة قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية الأميركية الجنرال جاسبر جيفرز، مع فريق عمل مؤلّف من 12 شخصاً، أبرزهم الموفد الأميركي آموس هوكستين.
وفي هذا الاطار، كتبت "النهار" إنّ حالة "نصف وقف النار" التي بدت اقرب الى هدنة شديدة الهشاشة تفاقمت في ظل مضي القوات الإسرائيلية في خروقها المتواصلة لإتفاق وقف النار في اليوم الرابع من بدء سريانه، بما بات يثير مزيدا من المخاوف على استمرار وقف النار.
ويفترض ان يشهد الأسبوع المقبل تطورا أساسيا لتثبيت وقف النار من خلال انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية على اتفاق وقف النار بعد اكتمال أعضائها بوصول الجنرالين الأميركي والفرنسي بالإضافة الى ممثلي لبنان والأمم المتحدة وإسرائيل في اللجنة، وهو الامر الذي سيضع الانتهاكات المتواصلة للاتفاق في عهدة اللجنة لوقفها والمضي في تنفيذ إجراءات الاتفاق كافة.
وفي هذا السياق نقل أمس عن مصدر في الرئاسة الفرنسية، أن أزمات المنطقة وعلى رأسها لبنان ستكون حاضرة بقوة في مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون إلى السعودية بين 2 و4 من كانون الأول.
وذكر المصدر بدور المملكة في اللجنة الخماسية التي هي عضو فيها والتي تجتمع منذ عامين وتدعم جهود الموفد الرئاسي جان ايف لودريان للخروج من الأزمة الدستورية في لبنان، وهذا موضوع سيحضر في مباحثات الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي.
ولفت المصدر الى أن اللجنة ترحّب بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديد جلسة في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا بد من التسريع بهذه المسيرة، الامر الذي يشكل عنصر استقرار وسيادة
كذلك، رأى المصدر أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار واستعادة سيادة لبنان على أراضيه، وإعادة انتشار قوات الجيش اللبناني، مؤكدا استعداد باريس الكامل في تقديم دعمها على صعيد وطني ودولي بهذا الخصوص.
وقال مصدر مطلع واسع الاطلاع على اتفاق وقف النار والية ومتابعة تنفيذه لـ"الديار" ان الضمانات التي رافقت التوصل الى الاتفاق المذكور يفترض ان تشكل مصدرا مطمئنا لتنفيذه، لكن ممارسات العدو الاسرائيلي ونياته تبقى مصدر الحذر والقلق.
وكانت الانتهاكات لوقف النار تواصلت أمس اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا المعابر الحدودية شمالي الهرمل من الجهة السورية تحديداً معبر جوسية والجوبانيه والحوز بريف حمص الجنوبي، ما أدى الى وقوع أضرار في مركز الأمن العام اللبناني.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل.
ولاحقاً، أغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى استشهاد شخصين وجرح آخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون في الجنوب، كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة.
واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعددا من احياء مدينة بنت جبيل منعا للاهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وارزاقهم.
وترافقت الاعتداءات مع استمرار اطلاق التهديدات لمنع الاهالي من الدخول الى القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق، وأعلن الجيش الإسرائيلي انه يمنع التنقل أو الانتقال جنوب
نهر الليطاني ابتداء من الساعة 5 مساء وحتى الساعة 7 صباحًا يوم غد.
كذلك، حظر على سكان عدد من القرى الانتقال جنوبًا إلى خطها ومحيطها حتى إشعار آخر.
مع هذا، فإنّ مسيّرات اسرائيلية حلقت للمرة الأولى منذ سريان وقف النار في أجواء مدينة بعلبك وبلدات الجوار على علو منخفض.