المفتي سوسان أدى صلاة الفطر في مسجد الحريري : بناء دولة المؤسسات كفيل بتجاوز كل المخاطر والتحديات

أدى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة عيد الفطر في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا بحضور النائب عبد الرحمن البزري ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور بسام حمود ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الأستاذ مازن حشيشو ورئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الستاذ علي الشريف والسفير عبد المولى الصلح وجمع من فاعليات وابناء المدينة .
وفي خطبة العيد قال المفتي سوسان: إنه عيد التراحم والتعاون بين الأغنياء والفقراء؛ فهو يجمع كل القلوب على الألفة، ويُخلص النفوس من الضغائن فتشمل الفرحة كل بيت وتعم كل أسرة لأنه ما من مجتمع قام على هذا التكافل الإسلامي والتعاون الإيماني إلا وسادته روحُ المودة والحب والرضى والسماحة ، والتطلع دائما إلى فضل الله وثوابه ، والاطمئنان دائماً إلى عونه وإخلافه للصدقة و الزكاة بأضعافها .
واضاف: ما من مجتمع قام على هذا الأساس من التراحم و التعاون و التكافل و المواساة في مجال الخير والإحسان والبر والعطاء إلا بارك الله لأهله - أفراداً وجماعات- في مالهم ورزقهم، وفي صحتهم وقوتهم، وفي طمأنينة قلوبهم وراحة بالهم. فالأمنُ نعمة من أجل وأخطر وأعظم النعم، وعند أهل العلم وذوي العقول أنه ليس بعد الإيمان نعمةٌ أعظم من نعمة الأمن يمنُ بها الله على الأوطان والبلدان والإنسان، وكما امتن الله على عباده بنعمة الإيمان كذلك امتن عليهم بنعمة الأمن؛ إذ لا يمكن للعبد أن يقوم بأمور الدين إلا في حدودها وعند حصولها.. ولا تصلح حياة الناس إلا معها، لأن الأمن إذا ما رُفع رُفعت معه سعادة العباد، ورخاء ونماء البلاد، وحل مكانه الخوفُ والجوعُ، والنهبُ والسرقةُ، وانتهاكُ الأعراض، وضياع الحقوق والأموال، وفشا الخراب والدمار.
وتابع : إن من أعظم نعم الله بعد نعمة الإسلام ، نعمة الأمن والاستقرار في الأوطان، نعمةٌ أشاد الله بها في كتابه العزيز، فبين تعالى أن إبراهيم الخليل لما دعا لأهل مكة، دعا لهم بالأمن قبل كل شيء، (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ . فالأمن يُعتبر من مقومات الحياة ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بدونه . اذن، إيمان وعافية وصحة وقوت يومي هي من مقومات الحياة الأساسية وإن شئتم – أمن غدائي وأمن نفسي- وصحة جسدية متى نستطيع ان نعالج الفقراء في هذا البلد ولكي تدوم نعمة الأمن والاستقرار لا بد من العدالة والمساواة وحماية الحقوق بين أطياف الناس جميعا .
وقال : نحن في لبنان نتطلع دائما الى المؤسسات الدستورية لأنها هي الأصل وهي الحارسة للمرافق العامة، وللمال العام، ولمصالح المواطنين. فبناء دولة المؤسسات هو الكفيل بتجاوز كل المخاطر والتحديات واستكمال البناء يتطلب الاحتكام منا جميعا الى دستور الطائف الذي ارسى السلم الاهلي بين كافة اللبنانيين بكل طوائفهم واحزابهم وانتماءاتهم. المواطن اللبناني بكل طوائفه وأطيافه يبارك هذا العهد الجديد وينشد التغيير الحقيقي ويتطلع الى الأمن والإستقرار المعيشي في ظل العهد الجديد والحكم و الحكومة يتطلع الى توحيد الصفوف والقلوب بإنهاض لبنان، والتكاتف والتعاضد لمواجهة ما يتهددنا من تحديات مطلوب من الدولة إيجاد حلول ناجعة لها
وأضاف:اللبناني بكل اطيافه يتطلع الى مسئولين حكماء يملكون الخبرة والشفافية ويتصرفون بحكمة وعدالة يضعون مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصية و الحزبية ، عندهم رؤية واضحة للحل أو لإيقاف مسار التدهور الإقتصادي والإجتماعي والأمني والقضائي ، وحل الأزمات الداخليه والبطالة وتعزيز قيمة العملة المحلية وعودة الودائع المصرفية الى اصحابها، وقف هجرة الشباب الذين هم امل الوطن، وليعززوا السلم الأهلي و العيش المشترك، و يعززوا دور الدولة العادلة القوية التي ترعى الجميع وتكون للجميع وفق اتفاق ودستور الطائف ، مما يؤدي إلى تعزيز القوى الامنية بكافة مؤسساتها وعلى راسها القضاء العادل والشفاف، لتقوم بدورها الوطني في حماية الداخل اللبناني وأمن المواطنين لأي طائفة انتموا دون تردد أو تهاون، ومن ثم تعزيز قوات الجيش اللبناني الباسل ليكون على جهوزية كاملة لمواجهة أطماع العدو الصهيوني ومؤامراته على كافة الحدود اللبنانية وتفكيك أجهزته التجسسية التي يحاول زرعها في قلب وطننا لبث الفتنة والانقسام الداخلي...
وقال المفتي سوسان : إن صيدا تدين وبكل قوة وحزم استمرار الإعتداءات الصهيونية النازية على لبنان وجنوبه وضاحيته وعلى الآمنين في قراهم وتدين بشدة تدمير غزة العزة وتجويع اهلها كما تدين تدمير مخيمات الضفة في فلسطين الحبيبة والقدس الشريف والمسجد الأقصى وأكناف الأقصى وكنيسة القيامة. كما ندين وبشدة اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى والحرم القدسي وتدنيسه كذلك الحرم الإبراهيمي و هذه ليست المرة الأولى فهي واقعة متكررة يشاركهم في تنفيذها قطعان المستوطنين من الصهاينة الذين يعملون للسيطرة على أولى القبلتين لممارسة طقوسهم وشعائرهم التلمودية الداعية لذبح القرابين، بهدف إقامة هيكلهم المزعوم الذي نفت كل لجان الآثار وجوده داخل حدود ثالث الحرمين الشريفين . وتأتي الصدامات داخل المسجد الأقصى وفي مناطق بالضفة الغربية في ظل إغلاق صهيوني نازي للأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ثم تعرض المصلين في المسجد الأقصى للاعتداء والاعتقال من قبل قوات الاحتلال النازي وسط حملة تشنها جماعات صهيونية متطرفة من أجل تقديم "قرابين" داخل باحات المسجد الأقصى،يهدف الى فرض امر واقع بقوة السلاح، لذلك نتسائل أين هو العالم الحر من إرهاب ونازية الدولة الصهيونية التي تمعن باجراءاتها العسكرية لتأمين اقتحام قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى في القدس الشريف والحرم الإبراهيمي في الخليل.
وأكد المفتي سوسان أنه لن يقف في وجه هذه الغطرسة الصهيونية الوحشية على المدنيين الا روح الجهاد والمقاومة التي يجسدها الشعب الفلسطيني المجاهد بكل أطيافه الإسلامية و الوطنية وبكل أطفاله ونسائه وشيوخه المجاهدين والمرابطين في باحات الأقصى وفي حرمه الشريف ، متوجها بتحية لكل الشهداءالأبرار في لبنان من قوى الجيش الباسل والمقاومة ولكل الصامدين على أرض الجنوب، ولكل المقاومين في مواجهة العدو الصهيوني النازي على ارض القدس والأقصى وفلسطين، نُحييّ دماء شهداءالطفولة، دماء العودة، دماء الحرية والتحرير..



























