اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

باسم عباس .. قمّة التجلّي شعراً!

صيدا اون لاين

الى عالم شعره الخاص، اصطحب باسم عباس مؤخراً حضور أمسية صيداوية نظمها السجل الثقافي في قاعة "FLOW" في المدينة ، وشارك فيها نخبة من المثقفين والشعراء والنقاد والمبدعين. كانت بالنسبة لمعظم الحضور كمن يتنفس بعد طول اختناق، فكيف اذا كان التنفس شعراً ، واذا كان من إبداع الشاعر باسم عباس .

منتقياً من ثمار شجر إبداعه بعضاً من روائع قصائده، رافقنا باسم عباس بجولة في بستان شعره .. أتحفنا بروائع دواوينه وجميل قصائده ومرهف احساسه، قدمها بصوته المنبري وإطلالته المهذبة، مقاطع أو برقيات ورسائل شعرية سريعة ..

بين الشعر الملتزم قضايا الوطن الأمة والإنسان، وبين الوجدانيات والغزل والرثاء والتكريم لشعراء عرب كبا ، تفاعل معها الحضور انسجاما واطراءاً وتصفيقاً. ترافقه موسيقى بين الحين والآخر عزفاً على العود، راح باسم ينقر على أوتار القلب أرق المعاني ويشكّل بعمق تأملاته، وبعذب كلماته أروع الصور الشعرية، فيُطرب إيقاعاً موسيقياً من حيث لا يعزف، ويبهر إلقاءاً من حيث لا يتصنع ، عفوياً غير مثقِل، مبهجاً غير مُكئِب، طبيعياً غير متكلف، واثق الكلمة ينظُم ملكاً، منسجماً مع قصائده الى حد التماهي.. محلقاً بإبداعه الشعري الى قمة التجلّي..

بقصيدة " أحاسبكم " تحية لفلسطين استهل عباس أمسيته منشداً بأسلوبه الشعري المحبب: أحاسبكم / ولي عينان من حب ومن حبر/ ولي شفتان من تبغ ومن تبر/ ولي جسدان يشتعلان من كلمة / هنا التاريخ مرآتان/ واحدة عناوين الصخور/ السرو والبلان والحبق/ وواحدة مزينة / بضوء الفكر والحدق / ولي روحان شلالان / من قمح ومن شهدا... ولي بابان من فجر / ونافذتان من قصب / وأحلامي معانقة/ تراباً ظل قدسياً مدى الحقب ... وبركان من الأشواق آلاف من السنوات / صبت فوقه ماءاً وما بردا / وهذا النيل محبرتي ودمعة امتي بردى / وقبة مسجد بل نصف شمس في محياها/ كأن مرت على مرآة عينيها يد الشهدا " الى أن يقول : "لكل فم منابعه لكل دم مرابعه لكل سفينة مرفأ / وإذ يجتاحنا ثلج / لنا في القدس حضن/ موغل في الحب كي ندفأ ".

الى قصيدة "ناوليني الصباح كأس الليالي/ واسكبي ما يثير جن خيالي/ بعض هذا الصباح نور لروحي/ بعضه الاخر اشتهاء اللآلي / ناوليني الشتاء طال خريفي / وربيعي يهم بالإشتعال/ ناوليني زوادة من إباء / لتكون الحياة خبز نضالي / ناوليني نعل الشهيد / فإني لشغوف بلثم هذي النعال ".

فقصيدة مطر يداك:" هاتي يديك لأطلق الوجع المذهب / وجع انعتاق الروح من جسد معذب / وجع انبثاق البرق من غيم معلب/ ودعي عصافير الحروف تطير من عينيك / في عيني هذا الجو أرحب / لي وردة في شعرك اختبأت أشم عبيرها / تغدو حدائق عرش أحلام لكوكب... لك أن تكوني عمري الباقي / هوائي حلمي الأبهى / ملامح فجري الآتي/ انبعاث الجمر في الثلج المذوب/ لك اشتعال عواصفي لأبدد القلق المدجج بالضجر/ ولك انهمار عواطفي تحميك في ليل الخطر / صوتي شجر/ صمتي شجر / جسدي شجر/ ويداك اعشق فيهما هذا المطر ".

وفي قصيدة أخرى :" أريدك نار سؤال لأبقى مياه الإجابة / وشكاً عميقاً بهذا الوجود لأنفي عنك معاني الرتابة / أريدك أن توقظي كل ذرة برق لديّ / لتستيقظ الآن فيّ الكتابة".

الى قصيدة "نهر عاطفي" :" يا حبر كن ليراعي الدفاق نهراً عاطفياً / حارساً للأمة / واخلع قميص اليأس عنك صن التراب/ كن ابنه أو كن أباه وأمه / وانشر على حبل الصباح ولادة للحلم / هبني لحظة لأشمه / ضم الجبين الى الجبين وخذ يدي وهات وجهك / مهجتي لأضمه / قلبي رغيف الجائعين مطرزاً بالحب يأتي/ زاخراً ما همه / حضني ملاذ المتعبين / هويتي عبر الدهور مكانها في القمة / صوتي مداد الواقفين على الثغور/ كأنه رسل الإبا وأئمة "

وفي قصيدة أخرى :" يسألني البرق متى أمطر / وانا أسال ذياك الرعد متى / لم يأت جواب من جهة لكن الشك أتى/ فبحثت بحثت طويلا / فوجدت البرق فتاة والرعد فتى/ والغيم الباكي أماً وأباً عرفا / أن ثمة عطش في الأرض/ فجنّ الحب وصار شتا".

بالإضافة الى مقاطع من قصائده "نساء، أحبك غيماً ، التاريخ جدي ، شباك العمر، وقصائد مهداة للشاعر الفلسطيني العربي الراحل سميح القاسم والمفكر الشهيد حسين مروة والشاعر العربي مظفر النواب .

وكانت الأمسية استهلت بكلمة ترحيب من منسق السجل الثقافي الشاعر طه العبد وتقديم من الشاعر والروائي أنور الخطيب . ورافق الفنان خالد حسين الشاعر عباس عزفاً على العود

واختتمت الأمسية بتكريم خاص للشاعر عباس من قبل المنظمين ، سبقه شهادة فيه من الناقد علي نسر ، وقصيدة من الشاعر محمد علوش.

تم نسخ الرابط