تجدد الاتصالات بين سفراء "الخماسية" والمسؤولين وماكرون يحضّر لمؤتمر اصدقاء لبنان
عاد التواصل السياسي بين المسؤولين الرسميين وسفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية، وزارت السفيرة الاميركية في بيروت ليزاجونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان. فيما اعلن البيت الأبيض الاميركي اننا نسعى إلى التوصل لوقف النار لتمكين النازحين من العودة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وفي الحراك الداخلي، قد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات الأخيرة التي تمرّ فيها البلاد.
وكشف زوار الايليزيه ل" الديار" ان الرئيس ايمانويل ماكرون، يعتزم الدعوة الى اجتماع لاصدقاء لبنان والدول المانحة لتامين مساعدات عاجلة ، تخفف من وطأة النزوح المتزايدة، وما قد يترتب عليها من تداعيات داخلية كارثية في غضون الايام القادمة، فضلا عن تامين دعم سريع للمؤسسات الامنية اللبنانية، لرفع جهوزيتها وامكاناتها متى اتخذ القرار باعادة احياء الـ 1701، مستدركين، ان نجاح الدعوة وما قد ينتج عن الاجتماع غير مضمونين، في ظل وقوف غالبية الدول العربية والاوروبية خلف الموقف الاميركي، المؤيد لتغيير جذري في الوضع اللبناني.
وتؤكد اوساط دبلوماسية ل" الديار":ان ثمة انقساما في الراي داخل الادارة الاميركية، حول اسم الرئيس ومواصفاته، قد لا تحسم قبل حسم هوية ساكن البيت الابيض الجديد، الامر الذي انعكس خلافا اميركيا – فرنسيا ترجمة مواجهة بين نتانياهو وماكرون، انتهت الى تحديد زيارة لوزير خارجية فرنسا الى تل ابيب، استبقها بموقف حمل فيه حزب الله مسؤولية توسيع الحرب.
اما في ما خص وقف اطلاق النار فمن الواضح وفقا للمواقف المعلنة ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد والى اتساع رقعة الحرب، وسط مخاوف بيك المختارة من وصول الدبابات الاسرائيلية الى بيروت، اذ تشير مصادر اميركية، الى ان القرار 1701 لم يعد مطروحا، الا بكونه جزءا مكملا للقرار 1559، مع كل ما يعنيه ذلك من خلط للاوراق الفلسطينية والسورية، على الساحة اللبنانية، وتداعيات ذلك، حيث يتزايد التاييد في كواليس القرار الاميركي، لفكرة اقامة ««بيروت كبرى» منزوعة السلاح، تحت حماية الشرعية اللبنانية.
وتكشف مصادر دبلوماسية متابعة، ان واشنطن باتت اكثر تشددا في الوقت الراهن، وهي غير متحمسة لاي وقف لاطلاق النار في الوقت الحاضر، خصوصا انها تحاول الاستثمار في التصعيد السياسي لجهة «تفاوضها» غير المباشر مع طهران.
وقال مصدر مطلع لـ”البناء” إن “إطلالة الشيخ نعيم قاسم والمواقف والثوابت التي أطلقها ودفعة الصواريخ المكثفة التي أعقبتها، لها دلالات كثيرة أهمها تماسك قيادة المقاومة واستمرار عمل منظومة التحكم والسيطرة والإمرة والتواصل مع الوحدات المقاتلة، وبالتالي تمكّن حزب الله من تجاوز الضربات الموجعة التي تعرّض لها وبدأ يستعيد حيويته بعد ترميم الهيكلية القيادية والهجوم التدريجي على الصعيد الجوي والبري”، وتوقع المصدر مزيداً من الإنجازات الميدانية والمفاجآت على كافة الصعد التي ستغير مجرى المعركة وتدفع العدو للتراجع ولو طال الزمن.
وتحدثت مصادر سياسية مطلعة ل «الجمهورية »، عن رسائل وجّهتها الولايات المتحدة أخيراً إلى المرجعيات الرسمية اللبنانية، تناشد فيها لبنان إعلان الالتزام الواضح بالقرار 1701 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، أي نشر الجيش اللبناني وحده مع قوات «اليونيفيل » في منطقة جنوب الليطاني وتسليم الأمن على الأراضي اللبنانية إلى القوى الشرعية وحدها. ومطلوب من ««حزب الله » التزام هذا الموقف جدّياً وعملياً، وفي أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان، لأنّ لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب ما لم يتحقق هذا الهدف، ومن مصلحة لبنان توفير الوقت والخسائر وتجنّب العواقب التي تنتظره في هذا المجال.
وتخوفت المصادر من إمعان إسرائيل في المغامرة، مستفيدة من تغطية أميركية محتملة لعملياتها ضدّ ««حزب الله »، وربما إيران، بالتزامن مع زيارة وزير دفاعها يؤاف غالانت للعاصمة الأميركية، المقرّرة اليوم