هل طلبت واشنطن من لبنان عقد سلام مع إسرائيل؟

ترددت في وسائل الإعلام الإسرائيلية والاجنبية أخيراً، تصاريح عن مسؤولين اسرائيليين واخبار صحافية، مفادها بأن رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب من المواقع الاستراتيجية، التي ماتزال تحتلها في الجنوب، استنادا الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوقيع عليه الخريف الماضي لانهاء الحرب بين إسرائيل وحزب االله، الضغط على لبنان لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، او الوصول إلى تطبيع علاقاته مع الدولة العبرية، كما هو حاصل مع بعض الدول العربية، او في الحد الأدنى التوصل الى ترتيبات امنية بالمرحلة الأولى. وبالرغم من طرح هذه المواقف والاخبار في وسائل الإعلام، بالتزامن مع تطورات الاوضاع جنوبا، الا أنه لم يصدر اي موقف رسمي إسرائيلي، يتبنى هذه الطروحات، في حين تراجعت الصحف الإسرائيلية عن وجود أي طلب إسرائيلي بهذا الخصوص.
ولكن اللافت في غمرة هذه المواقف والأخبار، الموقف الذي اعلنه، المبعوث الرئاسي الاميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ترجيحه انضمام سوريا ولبنان إلى اتفاقيات السلام مع إسرائيل لاحقا، وهو الموقف الذي اعتبره البعض بأنه، يعبر عن موقف الادارة الاميركية الجديدة، التي تسعى لتوسعة اتفاقيات التطبيع الإسرائيلي التي بدأها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ولايته الاولى، مع عدة دول عربية،ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار.
وفي حين ينفي أي مسؤول لبناني علمه، بتلقي لبنان أي طلب اميركي بخصوص عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، او بإقامة أي علاقات تصبّ في هذا الهدف، لا يُسقط البعض من حساباته، بأن ما قاله ويتكوف بهذا الخصوص، ليس من بنات افكاره وبمبادرة شخصية منه، بل يعبر عن سياسة وموقف الادارة الاميركية، وهو يسعى للترويج لهذه السياسية، انطلاقا من موقعه ودوره لتحقيق هذا الهدف.
ولكن بالرغم من النفي اللبناني الرسمي بتلقّي أي طلب اميركي بخصوص عقد اتفاقية بين لبنان وإسرائيل، وصدور مواقف مبعثرة، ترفض عقد لبنان أي صيغة من الصيغ المطروحة للسلام مع إسرائيل، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار، ما يتردد من مواقف ومطالبات اميركية من لبنان، والانكباب على صياغة رد لبناني رسمي وموحد، يصدر عن مجلس الوزراء، يرفض هذا الطرح، ليقطع الشك باليقين، ويضع النقاط على الحروف، والا تبقى الشكوك تراود اللبنانيين، بأن لبنان تبلغ بالفعل طلب الادارة الاميركية، لعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأن التريث بالإعلان عن ذلك، لتجنب الانفعالات وردود الفعل السلبية عليه في الوقت الحاضر.