"أبو حسن الهبش" يتذكر رفيق الدراسة .. وحقول القطاف !
![صيدا اون لاين](/UploadCache/libfiles/25/4/600x338o/530.jpg)
في دكانه الصغير في حي الكنان في المدينة القديمة ، يتكىء مصطفى الهبش ( أبو حسن ) على عقده الثامن، مستذكراً ما بقي عالقاً في ذاكرته من وجوه ومواقف ومحطات عايشها صغيراً وفتىً.. نسأل أبو حسن : كم عمرك ؟ فيجيب : عمري هوي اليوم اللي عايش فيه ، واللي راح منو 81 سنة !.
نبادره بسؤال عن عن رفيق الحريري..فيبتسم قليلاً ثم يسهم عينيه نحو الشارع المحاذي لمحله وكأنه انتقل الى زمن آخر.. ينبش من صندوق ذكرياته صورة زميله على مقاعد الدراسة الأولى في مدرسة فيصل الأول ، فيقول : ترافقنا سوياً في المدرسة حتى العام 1956 كان " شاطر" وذكياً ومحباً لزملائه وأساتذته ومحبوباً من الجميع ، وفي أوقات العطلة كنا ننزل الى شاطئ البحر نلعب بالكرة ، وحتى في المدرسة كانوا يأخذونا الى مسبح بدر قرب المسلخ القديم ( جنوب المدينة )..
ويضيف : كان بيت رفيق في بستان أبو ظهر ، وكان والدي كما والده الحاج بهاء الدين الحريري "ضمّان" بساتين ، وكنا نساعد والدينا في قطاف الحمضيات ، وعندما تركت المدرسة اشتغلت مع والدي لسنتين ثم عملت مع خالي في محل حلويات، ثم انتقلت للعمل بمحل آخر للحلويات في بناية جنبلاط في شارع رياض الصلح .
ويتابع : في ذلك الوقت ، كان رفيق يتعلم ويعمل في أوقات العطلة ليصرف على نفسه ولا يمد يده لأحد ، وبقي يعمل ويتعلم حتى حين ذهب الى الجامعة حيث عمل ببيع السندويشات عند عبدو حبلي ، ويتوقف عن العمل عند الساعة الرابعة عصراً ليتوجه الى الجامعة في بيروت ليتابع دراسته. واذكر أننا تشاركنا مرات عدة العمل بقطاف التفاح في مجدل معوش في الجبل وفي عنجر في البقاع ، وكان حينها لا يزال في الجامعة، وأحياناً كنا نلتقي في مقهى " عكرة " ونجالس الصيادين وكان رفيق يشاركهم لعب الورق وأحاديث البحر .
وعندما سافر ، ما عدت التقيته الى أن عاد الى لبنان واصبح رئيس وزراء ، فالتقينا في الجامع العمري الكبير وبمجرد أن رآني تذكرني .
ورغم ضيق حال العائلة حينها ، كان يحب مساعدة الناس بما يتوفر لديه. كان باراً بوالديه وبأساتذته،
وأذكر عندما جاء أول مرة من السعودية في العام 1977 وزار أحد اساتذتنا القدامى وكان بحاجة لكرسي متحرك ، فاشتراه له وقدم له مساعدة مالية وراتباً شهرياً دائماً . كان يحب بلده كثيراً ، وعلّم عشرات آلاف الطلاب على حسابه ولم ينتظر منهم مقابل سوى أن يتعلموا ويشقوا طريقهم في الحياة ويصنعوا مستقبلهم .
رفيق الحريري رجل لا يتكرر ، عمّر البلد وأوقف الحرب ، وكان لصيدا نصيب كبير من محبته لوطنه ، فساهم في رفع آثار الاجتياح منها وأعاد اعمارها وتنميتها كما فعل في العاصمة . وأمّن آلاف الوظائف لأبناء مدينته وبلده في لبنان والخارج .
وقبل ان نودعه مغادرين محله ، نسأل أبو حسن : ماذا تقول بعد عشرين سنة على غياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ ، فيطرق رأسه قليلاً ثم يقول : رفيق الحريري اشتغل لكل البلد ولكل المناطق والطوائف وعندما استشهد رأينا ماذا حل بالبلد .
ويختم مردداً : اللي الله بيحبو بيحبب فيه عبادو . ورفيق الحريري الله بيحبو وأنعم الله عليه بمحبة الناس ..
![](/Upload/libfiles/25/4/528.jpg)
![](/Upload/libfiles/25/4/529.jpg)