ترامب لنتنياهو: أتحدى العالم كله وانا واياك
![صيدا اون لاين](/UploadCache/libfiles/25/4/600x338o/186.png)
يرى المُحلل غوست هيلترمان، من "مجموعة الأزمات الدولية"، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يُمكن التنبؤ بتصرفاته، ولديه مدى اهتمام قصير جدا". فهل تنطبق هذه المقولة على الموقف الأميركي المُتشدد من الغزاويين؟.
قُنبلة ترامب
لقد فجر ترامب، في 4 شباط 2025، قنبلة سياسية، حين جدد فكرته في أن تستقبل مصر والأردن سكانا من غزة، قائلا إن الفلسطينيين "ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع". فخلال حديثه إلى الصحافيين في البيت الأبيض، اعتبر ترامب أن الفلسطينيين "سيودون بشدة" مغادرة قطاع غزة المُحاصر، للعيش في أي مكان آخر، إذا أُتيحت لهم الفرصة. وتابع: "أظن أنهم سيكونون سُعداء للغاية" بذلك. وتابع أنه يرغب في أن تستقبل مصر والأردن، نازحين فلسطينيين من غزة... وهو التصريح الذي كرره مرارا.
وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكد للصحافيين أمام البيت الأبيض، قُبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن للقاء ترامب، وجوب حل المُشكلة الكُبرى المُتعلقة بالمكان الذي سيذهب إليه سكان القطاع الفلسطيني. وأضاف: "نتطلع إلى الحلفاء والشركاء في المنطقة للمُساعدة في حل مُشكلة تحديد الأماكن التي سيتوجه إليها النازحون". وتابع: "نعتقد أن الجدول الزمني لإعادة إعمار غزة سيستغرق 10 أو 15 عاما"، داعيا إلى وجوب النظر في شكل واقعي إلى الجدول الزمني لإعادة الإعمار.
وقال: "من السخيف" الاعتقاد أن قطاع غزة يُمكن أن يعود صالحا للسكن بالنسبة إلى الفلسطينيين، في غُضون خمس سنوات بعد الحرب المُدمرة. وردا على سؤال في شأن اقتراح ترامب "تنظيف" القطاع عبر نقل الفلسطينيين منه، قال: "عندما يتحدث الرئيس عن تنظيفه فهو يتحدث عن جعله صالحا للسكن".
رفض سعودي
تقاطع التصعيد الأميركي، مع المزيد من التعنُت الإسرائيلي تجاه موضوع غزة، ما لاقى استنكارا أوروبيا وعربيا واسعا، حتى بدا الرئيس الأميركي وكأنه "يتحدى العالم كله"... وهو يُمسك بيد نتنياهو!.
وأكدت المملكة العربية السعودية، رفضها تصريحات نتنياهو في شأن تهجير الفلسطينيين. وأكدت وزارة خارجيتها، في بيان أمس الأحد، "رفضها القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم... والتي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المُتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عُرقي".
وشددت المملكة على أن "حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخا، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين".
السيسي وغوتيريش
توازيا، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأُمم المُتحدة أنطونيو غوتيريش، في اتصال بينهما الجُمعة، على "ضرورة الإسراع في بدء إعادة إعمار قطاع غزة بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية". كما وتناول الاتصال، "جُهود القاهرة المبذولة لتثبيت وقف النار في غزة، وتبادُل إطلاق الرهائن والمُحتجزين، وتيسير وصول المُساعدات الإنسانية إلى القطاع، للتخفيف من المأساة الإنسانية التي يُعاني منها سكانه".
وأكد الرجُلان خلال الاتصال، رفض إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم، والتشديد على ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالي القطاع في أرضهم، وعلى ضرورة تضافر جُهود المُجتمع الدولي في هذا الصدد". كما وأكدا "ضرورة أن يكون حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية وفقا لخطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو نهج ومحور تحرك المُجتمع الدولي في المرحلة الراهنة، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام المُستدام والاستقرار المنشود في منطقة الشرق الأوسط"...
وأوضح الناطق أن "الاتصال تناول تطورات الأوضاع في لبنان، حيث تم تأكيد أهمية تثبيت وقف النار لاستعادة الاستقرار في البلاد"...
وأكد السيسي، "حرص مصر على استقرار تلك الدول الشقيقة ووحدتها وسلامة أراضيها".
وفي شأن متصل، برز تناغُم مصري، رسمي وشعبي، لإحباط خطة ترامب، تهجير سُكان قطاع غزة إلى مصر، فيما استبعد خُبراء مصريون أن يُؤثر أي استخدام أميركي لملف المُساعدات العسكرية على الموقف المصري.
وأطلقت مصر حملة سياسية مصحوبة بتظاهُرات ميدانية، أمام معبر رفح البري، المُتاخم لحُدود غزة، في مُحاولة لإحباط خطة ترامب.
وتوازيا، نظمت رئاسة الجُمهورية والحُكومة في مصر سلسلة من التحرُكات لإحباط الخطة.
وكانت مصر استضافت أخيرا اجتماعا في القاهرة، بمُشاركة وزراء خارجية عرب، والأمين العام لجامعة الدُول العربية، للبحث في خُطة ترامب، وصياغة السُبل لإحباطها.
وقد أكد الرئيس المصري أن "طرد أو تهجير الشعب الفلسطيني، ظُلم لا يُمكن أن تُشارك مصر فيه أو تسمح به"، في مُحاولة منه، لوقف الضُغوط الأميركية - الإسرائيلية على القاهرة.
ويبقى أن "التهجير القسري لسُكان غزة"، يُشكل خطرا حقيقيا على مصر أيضا. وهو سيُؤدي فعليا إلى إبطال مفعول اتفاقات السلام مع إسرائيل، ونقل المسؤولية عن الفلسطينيين من إسرائيل إلى مصر، التي تعيش وضعا اقتصاديا صعبا.