الساعات المقبلة يمكن ان تشهد حلحلة سريعة ترفع مجدداً فرصة ولادة الحكومة
اشارت صحيفة "الجمهورية"، الى أن "الروايات حول الاجتماع الرئاسي الثلاثي تنوعت وكانت النتيجة واحدة: الحكومة لم تولد وتأجّلت ولادتها إلى أجل غير مسمّى، ليطول انتظارها لدى الداخل والخارج، وترتفع موجة الاعتراضات لدى كتل نيابية وسياسية تشكو استثناءها من التوزير، مشفوعة بحديث عن "فيتوات" خارجية وأخرى محلية على هذا الفريق او ذاك، اللهمّ الّا إذا حصل ما يستعجل الولادة مع اقتراب موعد انتهاء هدنة وقف إطلاق النار في 18 من الجاري، فيما يستقبل لبنان اليوم وفداً اميركياً رفيع المستوى آتٍ من ،أجل هذين الاستحقاقين الحكومي والجنوبي".
وفي معلومات "الجمهورية"، انّ "الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة كاد ان ينفجر لولا تدخّل رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد توتر على خلفية طرح رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام لإسم خامس وحيد لتولّي حقيبة التنمية الإدارية هو لميا المبيض، أجابه رئيس مجلس النواب نبيه بري: "لا نوافق على هذا الإسم". فأصرّ سلام عليه فأجابه بري: "ما هكذا كان الاتفاق... انت تسمّي ولنا حق "الفيتو" وبالعكس إلى ان نتفق على اسم. وأنا اقترح القاضي عبدالرضا ناصر". فرفضه سلام وأصرّ على المبيض. عندها وقف بري وقال له: "إذاً شكّل حكومة ولتكن حكومة مبيض".
وقال مصدر سياسي بارز مطلع على عملية التشكيل لـ"الجمهورية" إنّ "سلام فاجأ الجميع بإصراره على اسم وحيد، والكرة الآن في ملعبه، إما يستبدل الاسم بأسماء أخرى يتمّ نقاشها والاتفاق عليها، وإما ستبقى الحكومة رهن الإسم الخامس خصوصاً انّ الموقف المستجد تحول معركة كسر عضم لن يكون التراجع عنه بالموقف السهل، إلّا إذا نجحت جهود الرئيس عون مع دفع خارجي للحلحلة". ورأى المصدر "انّ التذرّع بموضوع التعطيل والإمساك بزمام الميثاقية ليس صائباً أبداً لأنّه حتى ولو استطاع سلام ان يحصل على حصة وزير من الطائفة الشيعية خارج اصطفاف الثنائي، لا يعني شيئاً إذا ما حصلت مشكلة كبيرة أطاحت باستقرار البلد، وهذا كان رأيه من الأساس من خطورة الإقصاء".
ونفى المصدر ان "يكون سلام قد قدّم اسماً آخر بعد ظهر امس"، مؤكّداً انّ "التواصل انقطع مع الثنائي في انتظار مقترح جديد للإسم الخامس". وتوقع المصدر "الّا يطول هذا الأمر كثيراً، وأن تشهد الساعات المقبلة حلحلة سريعة ترفع مجدداً فرصة ولادة الحكومة في الساعات الـ 48 المقبلة".
"فاجأناكم مو"
وإلى ذلك، أبلغت اوساط سياسية قريبة من "الثنائي" إلى "الجمهورية"، انّ اجتماع قصر بعبدا "كان يخفي محاولة لفرض اسم الوزير الشيعي الخامس في اللحظة الاخيرة كأمر واقع على بري، تحت شعار "فاجأناكم مو"، غير انّ بري أصرّ على رفض خيار عليا مبيض التي لا تربطها علاقة جيدة مع "الثنائي"، وعرض في المقابل اسم القاضي عبد الرضا ناصر كونه يمكن أن يشكّل تقاطعاً مع رئيسي الجمهورية والحكومة في اعتباره غير مستفز، لكن سلام اعترض عليه".
وأبدت الأوساط خشيتها من ان "تكون المسألة أبعد من حدود الوزير الشيعي الخامس"، مشيرة إلى انّه "لا يجب استبعاد احتمال ان تكون الغاية من افتعال مشكلة حول هذا الاسم التلطّي خلفه، سعياً الى تحقيق هدف آخر على وقع الضغط الأميركي لتحجيم نفوذ "حزب الله" في الحكومة الجديدة والدولة عموماً".