اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

الأسبوع المقبل أسبوع سعد الحريري.. ماذا سيفعل بعد ذكرى 14 شباط؟

صيدا اون لاين

يكاد لا يخلو حائطٌ واحد في مقرّ تيّار المستقبل في "سبيرز" من صورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري أو لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري. في المقابل، غابت الصورتان عن المشهد السياسي اللبناني في السنوات الأخيرة، فتركتا فراغاً لم يُملأ، أحياناً، بما هو مناسِب.

يودّع الأمين العام لتيّار المستقبل أحمد الحريري ثمّ يستقبل. يحضّر للقاءٍ في الغد، ثمّ يتلقّى ردود أفعالٍ على لقاءٍ في الأمس. يقفز من مكانه ليعانق "عمّو داود"، أي الدكتور داود الصايغ، ثمّ يتناول سيجارته الالكترونيّة ويبدأ بالردّ على الأسئلة التي لا نستهلّها من حدث ذكرى ١٤ شباط بل ممّا بعده، وما بعد بعده.
سيصل سعد الحريري الى لبنان بعد أيّام، ثمّ يغادره، فهل نشهد تكراراً لمشهد العام الماضي، على الرغم من أنّ التحضير للزيارة يتّخذ زخماً مختلفاً هذه السنة؟
يؤكّد أحمد الحريري أنّ شيئاً ما سيتغيّر هذا العام، لافتاً الى أنّ "الرئيس الحريري سيضع الرجل الأولى في رحلة العودة المباشرة الى الساحة السياسيّة اللبنانيّة، أمّا الرجل الثانية فمن مصلحته ألا يضعها في وقتٍ يواجه لبنان أكثر من استحقاق: أوّلاً، توطين الفلسطينيّين، وربما لاحقاً السوريّين، وهو أمر مرفوض ولا نقاربه من وجهة نظر مذهبيّة. وثانياً، احتمال عودة الحرب الذي لا يمكن استبعاده. وثالثاً، قبول حزب الله بالعودة الى الدولة، خصوصاً أنّ التعاطي مع ملف تشكيل الحكومة لم يكن مشجّعاً".
ويلفت الحريري الى أنّ الاستعدادات لمرحلة ما بعد ١٤ شباط تسير على خطٍّ موازٍ للاستعدادات ليوم الذكرى الذي سيكون للرئيس الحريري كلمةٌ فيه تتناول مسألتين أساسيّتين هما: الحرب التي شهدها لبنان ونتائجها، وسقوط نظام بشار الأسد. أمّا في اليوم التالي، أي في ١٥ شباط، فسيحضر الحريري احتفال توقيع كتاب الوزير السابق باسم السبع. كما سيتضمّن برنامجه ثلاث زيارات مؤكّدة الى قصر بعبدا، وعين التينة والسراي الحكومي.
وما لن يظهر أمام الكاميرات هو الانطلاق في مرحلة قد توصف بـ "إعادة التأسيس" لتيّار المستقبل، عبر تشكيل هيئة سياسيّة تعيد انخراط الحزب، بفاعليّة أكبر، في العمل النقابي وفي الظهور الإعلامي ليشمل مروحةً أوسع من الوجوه.
هنا يأتي أوان السؤال الجوهري: هل سيخوض "المستقبل" الانتخابات النيابيّة المقبلة؟
لا يعطي أحمد الحريري إجابةً قاطعة، لا تحفّظاً بل لأنّ هذا القرار لم يُتّخذ بعد وهو في يد الرئيس الحريري ويرتبط بسلسلة معطيات. لكنّ الأمين العام لتيّار المستقبل يبدو واقعيّاً في قوله إنّ القاعدة الشعبيّة لن تتقبّل الغياب عن الانتخابات لدورتين متتاليتَين، ما يفتح باباً أمام دراسة معمّقة لهذا القرار.
ولا يستبعد "إبن العمّة" أن تتكثّف زيارات سعد الحريري الى لبنان، فلا تقتصر على ذكرى استشهاد والده، ليترافق حضوره الجسدي مع تعزيز حضوره السياسي.

سيكون الأسبوع المقبل أسبوع سعد الحريري. لم يفقد الرجل المنكفئ عن تفاصيل السياسة قدرته على إحداث جلبة في المشهد اللبناني الذي انقلب تماماً منذ غادره قبل عام. بعد أيّام على ذكرى استشهاد رفيق الحريري، الذي أعاد بناء مدينة كميل شمعون الرياضيّة، سيشيّع حزب الله السيّد حسن نصرالله في هذا الصرح نفسه. بلد المفارقات… والكثير من الشهداء.

تم نسخ الرابط