اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

العدو يمدّد مهلة الانسحاب... 30 يوماً أخرى؟

صيدا اون لاين

في موازاة الانشغال بملف تشكيل الحكومة في بيروت، اتجهت الأنظار إلى الجنوب، مع الإعلان بأن العدو الإسرائيلي طلب رسمياً من الولايات المتحدة تمديد مهلة الـ 60 يوماً لفترة لم يتم تحديدها. وفيما يجري الحديث عن ثلاثة أيام، قالت مصادر أممية في الجنوب إن معلوماتها تشير إلى أن قوات الاحتلال أبلغت لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أنها تحتاج إلى البقاء «وقتاً إضافياً» في القطاع الشرقي، فيما ستغادر نهائياً القطاعين الأوسط والغربي في الأيام الثلاثة المقبلة.

وأوضحت القناة 13 العبرية أمس أن نتنياهو طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، البقاء في عدد من المواقع في جنوب لبنان. ونقلت عن مسؤولين في المنظومة الأمنية «أننا يجب أن نبقى في جنوب لبنان، ولكن شرط موافقة إدارة ترامب»، مشيرة إلى أن «إسرائيل طلبت الاحتفاظ بـ 5 نقاط عسكرية»، وهو ما سيُبتّ به في اجتماع الكابينت الأمني والسياسي في جلسة خاصة اليوم.

وأكّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أثناء لقائه الممثّلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت أن الكيان «ملتزم بوقف إطلاق النار في لبنان وعازم على مواصلة هذه العملية»، لكن «هذا يجب أن يتم وفقاً لاحتياجات الكيان الأمنية وبطريقة تدريجية».
وفي بيروت، قالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إن الرئيس جوزيف عون أجرى اتصالات مع الأميركيين والفرنسيين لحثّ إسرائيل على الانسحاب ضمن المهلة بحلول مساء الأحد المقبل. والأمر نفسه كان محور اجتماع عقده قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة مع المندوبيْن الأميركي والفرنسي في لجنة الإشراف، وتبلّغ من الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز بأن إسرائيل تريد البقاء بعض الوقت لتفكيك بنى تحتية تخصّ حزب الله في المنطقة الحدودية.
وبحسب المصادر، أبلغت الجهات الرسمية اللبنانية الأميركيين بأن عدم انسحاب إسرائيل في الوقت المحدد قد يعقّد مهمة انتشار الجيش اللبناني، وسيكون ضربة للجهود الدبلوماسية التي جرى الركون إليها لمعالجة مشكلة الخروقات الإسرائيلية. ولم تشر الجهات الرسمية إلى موقف حزب الله، لكنها لفتت انتباه الجانبيْن الأميركي والفرنسي إلى تصريحات صدرت عن قيادات بارزة في حزب الله تشير إلى أنه ستترتب على عدم الانسحاب أمور كثيرة.
ووصف النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» علي فياض ما يجري في المنطقة الحدودية بأنه «إصرار على ترك الأرض محروقة. وادّعاءات الكيان حول تدمير البنى التحتية لحزب الله غير صحيحة ولا تحتاج إلى أي عذر، وموقف الدولة اللبنانية مما يجري غير قوي ولا قاطع»، إذ إن «هناك نوعاً من الاستسلام لهذا الوضع قبل نهاية فترة الشهرين المحدّدة في اتفاق وقف إطلاق النار».

وعلمت «الأخبار» أن الفرق المدنية في مكاتب القوات الدولية العاملة في الجنوب أُبلغت بالاستعداد للعودة إلى مكاتبها في المقر العام في الناقورة خلال أيام، بعدما بقيت في بيروت منذ توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان الخريف الماضي. فيما أُبلغ ضباط في القوة الإسبانية العاملة في القطاع الشرقي بأن قوات الاحتلال قد تبقى في المنطقة لبعض الوقت، وطُلب منهم التواصل مع الجيش وبلديات القرى لإبلاغ الأهالي بعدم العودة إلى تلك المناطق صباح الإثنين المقبل.
ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقريراً أشار إلى أن إسرائيل «قالت مراراً إنها قد تحتاج إلى البقاء في جنوب لبنان ربما 30 يوماً أخرى، لضمان قيام الجيش اللبناني بمهمته. وكانت الولايات المتحدة مُتعاطفة في البداية مع الشكاوى الإسرائيلية، ومارست المزيد من الضغوط على الجيش اللبناني للامتثال بشكل أسرع، وكانت النتيجة النهائية هي أن المسؤولين من إدارة الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب ترامب قالوا إنهم لا يزالون يريدون خروج الجيش الإسرائيلي في اليوم الـ60 من الهدنة».
ولفت التقرير إلى أن «حزب الله هدّد باستئناف الحرب مع إسرائيل إذا بقي الجيش الإسرائيلي في لبنان بعد اليوم الـ60، في حين قالت الأمم المتحدة وفرنسا إن إسرائيل يجب أن تنسحب، متجاهلتين ما إذا كان الجيش اللبناني وحزب الله ملتزميْن بالفعل بالاتفاق». وتساءل: «إلى أي مدى سيكون الجيش الإسرائيلي قادراً على وقف انتهاكات حزب الله لإعادة تشكيل قواته في جنوب لبنان، وخاصة تلك التي تتمّ تدريجياً وبشكل سرّي، بعد انسحاب كل الجنود؟». وأضاف: «في نهاية المطاف، سيظل الجيش قادراً على تنفيذ ضربات من طائرات بدون طيار وهجمات محدودة للقوات البرية من مسافة بعيدة. ومع ذلك، فإن ما يمكن تحقيقه من دون وجود قوات برية محدود للغاية، وسيكون لدى حزب الله كل الوقت والفرص التي يحتاج إليها لإيجاد السبل لإعادة قواته إلى جنوب لبنان».

كذلك نشر موقع «واي نت» العبري أمس تقريراً أشار إلى أن جيش الاحتلال «لا يعتبر أن المهمة أُنجزت في جنوب لبنان، ويريد تمديد بقاء قواته وقتاً إضافياً بعد اكتشاف مزيد من البنى التحتية لحزب الله في المنطقة الحدودية». وأضاف أن قيادة جيش الاحتلال «طلبت مزيداً من الوقت لمعالجة البنية التحتية الإرهابية التي تبدو بلا نهاية في العديد من القرى والمناطق التي لم تصل إليها القوات بعد. وينتظر الجيش القرار المتوقّع صدوره (اليوم) الخميس بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في شأن تمديد العمليات». ونقل الموقع عن مسؤولين عسكريين «أن إكمال المهمة سيستغرق حوالي 30 يوماً إضافياً». ووفقاً لرئيسة جامعة ألما، المقدّم (احتياط) ساريت زهافي، فإن «الاختبار الحقيقي سيبدأ في الأيام المقبلة لمعرفة ما إذا كان لبنان قد تغيّر حقاً. فرغم تعيين رئيس ورئيس وزراء أخيراً من دون موافقة حزب الله المباشرة، إلا أن وجود الحزب في الحكومة من شأنه أن يجعل التغيير الحقيقي غير مرجّح».
ونقل عن موشيه دافيدوفيتش، رئيس منتدى الخط الأمامي في المستوطنات الشمالية أن «سكان الشمال فقدوا الثقة بالنظام الأمني. يجب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في مواقع رئيسية، ومواجهة كل انتهاك بالقوة. لا يمكننا الثقة بأحد سوى الجيش». كما أعرب ديفيد أزولاي، رئيس المجلس المحلي لمستوطنة المطلة، عن قلقه العميق بشأن الوضع الأمني قائلاً: «لا أحد يتحدّث معنا، أعلن الجيش النصر، لكن لا أحد يستطيع أن يخبرني ماذا سيحدث بعد ذلك أو كيف سيتم ضمان الأمن؟».

تم نسخ الرابط