هل من ضمانات أميركية لانسحاب إسرائيل من الجنوب؟
بعد أيام معدودة يحلُّ موعد انتهاء مهلة الستين يوما للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لانهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، ولم يظهر حتى اليوم ما يؤكد ان إسرائيل ستلتزم بالموعد المذكور، لاتمام انسحابها نهائيا، ووقف خروقاتها للاتفاق المرتكز على تطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، استنادا للتصريحات والمواقف التي أدلى بها كبار المسؤولين الإسرائيليين، والتي تواكبها سلسلة ممارسات ميدانية، تؤشر لبقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي، لوقت غير محدد.
لا شك ان استمرار بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية، خلافا لما نصّ عليه اتفاق وقف اطلاق النار، سيُحدث مضاعفات وتداعيات، على الجهود والمساعي المبذولة لتطبيق القرار الدولي ١٧٠١، وعلى المسار السياسي الداخلي لانقاذ لبنان وحل مشاكله المتعددة، ويفتح الابواب المغلقة مجددا امام معاودة العمليات العسكرية من دول وقوى، ضد وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي، مع ما يحوطها من نوايا مبيتة من قبل بعض الدول لتجديد تدخلها في لبنان والمنطقة، من بوابة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب اللبناني.
بالطبع، استمرار الاحتلال الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب، ولو بنسبة صغيرة جدا، او من خلال التمركز في مناطق محددة،يتعارض كليا مع مواقف الدول الداعمة لاتفاق وقف اطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701، وإعادة النهوض بلبنان من جميع النواحي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وحلفاؤهما والدول العربية الشقيقة والصديقة، ويطيح بجهودها في هذا المجال.
ولذلك، من المستبعد، ان تذهب هذه الدول او بعضها، لتأييد اصرار إسرائيل على الاحتفاظ بمواقع محددة، أو استمرار احتلالها لمواقع استراتيجية، بحجة ضمان امن المستوطنات الإسرائيلية، أو غير ذلك من الذرائع المستحدثة، خشية التاثير سلبا على مستقبل اتفاق وقف اطلاق النار في هذه المرحلة الحساسة والصعبة، محليا وعربيا ودوليا.
كيف يواجه لبنان احتمال بقاء الاحتلال الإسرائيلي لبعض المناطق جنوبا؟
يعوِّل لبنان بشكل رئيسي على تطمينات، ترقى إلى مستوى ضمانات تلقاها من الجانب الأميركي، الوسيط الرئيسي في مساعي اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب، بالرغم من كل محاولات التهويل الإسرائيلية، بالبقاء في مناطق محددة واستراتيجية، للدفاع عن امن واستقرار المناطق الحدودية المحاذية للحدود، مع الاستمرار، ويستند إلى مواقف الدول الصديقة والشقيقة الداعمة للبنان، وفي مقدمتها فرنسا، لممارسة ضغوطها على إسرائيل، لحملها على الانسحاب السريع من لبنان في الموعد المحدد.
ولكن ما يخشى منه البعض ان تلين الادارة الاميركية الجديدة، مع المطلب الإسرائيلي، لبقاء مؤقت ومحدود لقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوباً.