قصف مجنون على الضاحية يواكب زيارة هوكشتين: إصابة 105 من جنود العدو خلال يومين
مع مرور شهر على بدء الحرب الإسرائيلية المستمرّة على لبنان، سُجّلت أولى «الاتصالات» السياسية والتفاوضية، حول إنهاء الحرب، عبر زيارة المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتين، الى بيروت، أمس. وسبقت زيارة المبعوث الأميركي، حملة من الغارات الجوية العنيفة، مساء الأول من أمس، استهدفت فروع مؤسسة «القرض الحسن» بعدما أعلنها وزير حرب العدو «منظمة إرهابية»، في ما بدا تمهيداً لزيارة الرجل الذي يحمل معه «الشروط الإسرائيلية» لإنهاء الحرب. وبعد انتهاء لقاءاته الرسمية في بيروت، ومغادرته البلاد، عاد العدو الإسرائيلي الى تنفيذ سلسلة من الغارات الجوّية العنيفة التي استهدفت مبانٍ مدنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وميناء الصيّادين في منطقة الأوزاعي عند المدخل الجنوبي للعاصمة، إضافة الى شنّ العدو غارة على مبنىٍ سكني في محلّة الجناح، في محيط «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، بدون أي إنذار مسبق أو «أوامر إخلاء»، ما أسفرعن استشهاد 4 وإصابة 24 آخرين، في حصيلة أولية. وكان جيش العدو قد نشر مجموعة من الإنذارات تدعو إلى إخلاء مواقع ومحيطها في الضاحية الجنوبية لبيروت، قبل البدء باستهدافها. وشملت قائمة استهدافات أمس، منطقة الأوزاعي للمرة الأولى منذ بداية العدوان، ما تسبّب بحركة نزوح وحالة هلع بين سكانها. إضافة الى تغيير مدرج الهبوط في مطار رفيق الحريري بسبب الغارات القريبة من المطار. كما استهدف العدو مناطق الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة وتحويطة الغدير والجاموس، وفاقت الغارات الـ 15 غارة. وفي استجرار لمسلسل التحريض على المستشفيات في غزة، زعم الناطق باسم جيش العدو أن «حزب الله يحتفظ بمئات ملايين الدولارات بالعملات الورقية والذهب تحت مستشفى الساحل في حارة حريك». ونتيجة ذلك، اضطرت إدارة المستشفى إلى إخلائه خوفاً من استهدافه، رغم تأكيد مدير المستشفى، النائب فادي علامة، أن المزاعم غير صحيحة، داعياً الجيش اللبناني إلى الكشف عليه لتأكيد ذلك. كما دعت إدارة المستشفى، إلى جولة إعلامية داخل حرمه اليوم، الثلاثاء، لدحض مزاعم جيش العدو الإسرائيلي.
في المقابل، نفّذت المقاومة 31 عملية، خلال 24 ساعة، تضمّنت تصدّياً لقوات العدو عند الحدود الجنوبية، واستهدافات لتحشّداتها وتجمّعاتها، إضافة الى استهداف المواقع والثكنات العسكرية، وقواعد جيش العدو في الشمال وحيفا، وصولاً الى تل أبيب. كما أعلنت المقاومة عن تمكّن وحدة «الدفاع الجوي» من إسقاط مسيّرة إسرائيلية من نوع «هرمز 900»، أول من أمس.
وعلى صعيد القتال البرّي، أعلنت المقاومة استهداف تجمّع لجنود العدو الإسرائيلي في الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، ثلاث مرات على التوالي، بصليات صاروخية كبيرة. ثم عند محاولة قوات العدو إجلاء القتلى والجرحى، أعاد المقاومون استهدافهم بصليات صاروخية. كما تمّ استهداف تحرك لجنود العدو الإسرائيلي عند عبّارة كفركلا بقذائف المدفعية، وتجمّع آخر لجنود العدو في مثلث رب ثلاثين – عديسة – مركبا بصلية صاروخية كبيرة. كما استُهدفت تجمّعات العدو في مستعمرتي زرعيت وشوميرا، وفي خلة وردة وفي محيط بلدة عيتا الشعب بصليات صاروخية. واعترف العدو بإصابة 105 جنود منذ مساء السبت الى يوم أمس، على الجبهة الشمالية مع لبنان.
الى ذلك، استهدفت المقاومة ثكنة ومعسكر كيلع وثكنة يوآف في الجولان السوري المحتل، ومعسكر الـ100 شمال اييليت هشاحر، وموقع (2222) في جبل الشيخ، بصليات صاروخية. وكذلك مستعمرات معالوت ترشيحا وكرمئيل وكابري بصلية صاروخية. وشنّت المقوامة هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على ثكنة يفتاح وأصابت أهدافها بدقة. وفي إطار سلسلة «عمليات خيبر» وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو، قصفت المقاومة قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الإستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية، في حين قال المتحدث باسم الجيش ان صاروخاً أُطلق من لبنان وسقط في منطقة تل أبيب الكبرى.
وتعليقاً على تطوّرات الحرب، قال قائد تشكيل الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي، سابقاً، العميد احتياط تسفيكا جاييموفيتش، إن «إدخال مليون إسرائيلي على الأقل 3 مرّات فى اليوم إلى الملاجئ، واستمرار هذا لمدة سنة، هو انتصار لحزب الله». في حين كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «لأوّل مرة في تاريخه: الجيش الإسرائيلي اضطّر للاستعانة بشركات خاصة للمساعدة في إصلاح الدبابات والآليات، بسبب الأعداد الكبيرة من الدبابات والآليات المتضررة نتيجة استهدافها في غزة ولبنان».
وبدوره، اعتبر الكاتب يانيف كوبويتش في صحيفة «هآرتس»، أن جيش الكيان الإسرائيلي يعتقد أن «مستوطني الشمال الذين تمّ إجلاؤهم من منازلهم سيتمكّنون من العودة تدريجياً خلال أسابيع قليلة، بعد أن يعلن الجيش إنهاء العملية البرية». وبحسب الكاتب، «يقدّر الجيش أن العملية البرية ستستمرّ وفقا لتوجيهات المستوى السياسي لبضعة أسابيع أخرى، وبعد ذلك من المتوقع أن يعلن الجيش أن التهديد للمستوطنات قد زال، وتم تدمير قدرات حزب الله على الإغارة». ولكن في الوقت نفسه، تعتقد المؤسسة الأمنية، أن «النشاط البرّي لا يمكن أن ينتهي بعملية عسكرية فقط، بل يجب أن تكون مصحوبة بعمل سياسي، حتى يمكن التوصّل إلى تسوية». على أن تضمن هذه «التسوية» حرّية العمل للجيش الإسرائيلي في حالة حدوث «انتهاكات» للاتفاق، وأن لا يعود حزب الله الى الخط الحدودي. ويدّعي جيش العدو أنه في الوضع الحالي، «لا يستطيع حزب الله شنّ هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية، لكنه لا يزال يتمتع بقدرات إطلاق كبيرة». وأشار الجيش، بحسب الكاتب، إلى أن «القوات العاملة في جنوب لبنان تواجه أيضا رشقات نارية تجاهها».