الدعوة لانتخاب رئيس توافقيّ... سالكة أم عالقة؟
لم يؤدِ الحراك السياسي الداخلي إلى تقدم ملموس لانتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من كثرة المواقف الداعية، لتسريع الخطى لانجاز الاستحقاق الرئاسي في اقرب وقت ممكن، لكي يتولى الرئيس المنتخب، ايا يكن، اعادة الانتظام لمؤسسات الدولة وتفعيل دورها الطبيعي في عملية انقاذ لبنان من النكبة التي حلت به، جراء توسع حرب «المشاغلة» التي شنّها حزب لله ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا منذ عام، لدعم الشعب الفلسطيني بمواجهة الحرب الإسرائيلية ضده، لتشمل الاعتداءات والقصف الجوي الإسرائيلي مناطق بالداخل اللبناني، وبعيدة عن خط المواجهة المحتدمة، وتؤدي إلى سقوط مئات الضحايا والجرحى وتلحق الدمار والخراب بالممتلكات والمنازل، وتؤدي إلى نزوح أكثر من مليون مواطن من مناطقهم بالجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، تحت طائلة التهديد الإسرائيلي،في أكبر عملية نزوح بتاريخ لبنان.
تتسارع الاتصالات والمشاورات أخيراً، وبالرغم من مرور أكثر من أسبوعين على صدور بيان اللقاء الثلاثي الصادر عن لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط، والداعي لانتخاب رئيس وفاقي للجمهورية بأسرع ما يمكن، يبدو أن ما اعترض، تبني اللقاء الدعوة لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١، بمعزل عن انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، من قبل النظام الايراني ألذي اوفد وزير الخارجية عباس عراقجي إلى بيروت على عجل، ليبلغ المسؤولين اللبنانيين، رفضه لهذا الفصل بين حرب الجنوب وحرب غزّة، ارخى باعتراض النظام ايضا على انتخاب رئيس الجمهورية، بمعزل عن وقف اطلاق النار، وهو اعلنه بعض التابعين له على وسائل الإعلام صراحة، ما جمد جزئيا المسار السريع المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية، لانقاذ لبنان مما يتخبط فيه حاليا.
وفي الماضي كانت حجة حزب لله وحليفه بري لتعطيل الانتخابات، وجوب إجراء حوار مسبق لانتخاب رئيس الجمهورية، ليصبح بعد ذلك، انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، واليوم يدعي اتباع النظام الايراني، أنه لا يجوز استغلال العدوان الإسرائيلي على لبنان من قبل بعض السياسيين المعادين للحزب، وبعد ما تعرض له الحزب من اغتيالات قادته، إجراء الانتخابات الرئاسية.
ولكن بالرغم من هذه العراقيل والذرائع المكشوفة، تنشط الاتصالات والمشاورات، عربيا ودوليا، لتذليل ماتبقى من اعتراضات وعقبات، أكانت من النظام الايراني الذي يجهد لابقاء الانتخابات الرئاسية في لبنان ورقة بيده، يساوم فيها الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما لتحقيق مصالحه الاقليمية والدولية، او من بعد اطراف المعارضة بالداخل اللبناني، لاقناع هؤلاء بتجاوز اعتراضاتهم وتسريع الخطى لانجاز الاستحقاق الرئاسي باعتبار ان انتخاب رئيس للجمهورية، يمثل المدخل الاساس المطلوب، للانقاذ من كارثة الدمار الحاصل، في حين ان التباين حول ربط الانتخابات الرئاسية بوقف اطلاق النار اولا، يحكمه مدى فعالية الاتصالات والمشاورات الدولية، الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تحديدا، لتحقيق هذا الهدف الاساس في الوقت الحاضر، وبعده يمكن تلمس اي اتجاه يسلكه الاستحقاق الرئاسي.