«الغلاف» تحت الصواريخ مجدداً: غزة أيضاً... على خطّ الإسناد
فيما يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تقليل فرص الاشتباك في كلّ محاور القتال في قطاع غزة، بسبب حشد معظم القوات البرية على الجبهة الشمالية، وإشغال قدر كبير من سلاح الجو وأنظمة المراقبة والتتبّع على تلك الجبهة، تحاول الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في القطاع استغلال كل حدث جزئي لتنفيذ عمليات ميدانية تساهم في رفع مستوى الاستنزاف البشري والنفير في صفوف قوات العدو. وتوغّلت القوات الإسرائيلية، أول من أمس، في الأطراف الشمالية لمدينة بيت لاهيا في أقصى شمال القطاع. وعلى رغم أن حيّز التوغل، المحدود جداً، ظلّ ملاصقاً للشريط الحدودي وفي مساحات فارغة، فإن المقاومة بادرت إلى التصدي لتلك القوات، حيث أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّن مقاوميها من استهداف دبابة معادية بقذيفة «تاندوم» مضادة للدروع. كذلك، بثّ «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام» مشاهد للكمين المحكم الذي نفّذته في شارع جورج شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وظهر عناصر «كتائب القسام» وهم يرصدون تموضع القوات المعادية وخط إمدادها، ثم يخطّطون للعملية بعناية، قبل أن يعاودوا تصوير مسرح الحدث باستخدام الطائرات المسيّرة، ومهاجمة ثلاث جرافات من نوع «دي ناين» بقذائف «الياسين 105» من مسافة قريبة جداً. ورُصدت أيضاً الطائرات المروحية المخصّصة لإخلاء المصابين والقتلى، وهي تحلّق في سماء المنطقة. وفي الوقت نفسه، تمكّنت المقاومة، أمس، من إطلاق رشقة صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وحملت تلك الرشقة عنوان «التضامن والمساندة للمقاومة الإسلامية في لبنان ووحدة المصير معها». أيضاً، قالت «كتائب القسام» إن مقاوميها تمكّنوا من دكّ تحشّدات العدو شرق مدينة خانيونس بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.في المقابل، كثّف جيش الاحتلال عملياته غير المكلفة، وخصوصاً التي تعتمد على سلاح الجو، مرتكباً مجزرة كبيرة في مخيم جباليا، بعدما استهدف مركز إيواء يقطنه الآلاف من النازحين، ما تسبّب باستشهاد 15 نازحاً مدنياً وإصابة العشرات. أيضاً، قصف العدوّ في غضون ليلة واحدة أكثر من 7 منازل، ومركزاً تابعاً لجهاز الدفاع المدني في شمال القطاع، وأقدم على تجريف العشرات من الدونمات الزراعية في مناطق الشمال. كما قصف جيش الاحتلال عدداً من تجمّعات المواطنين في مخيم النصيرات وحيَّي الزيتون والصبرة في مدينة غزة. وحيال ذلك، يسجّل الإحصاء اليومي لأعداد الشهداء ما يتجاوز الـ 50 شهيداً، معظمهم يقضون نتيجة الاستهداف الليلي لمنازل المواطنين وخيام النازحين في شمال القطاع وجنوبه.