تجدد المساعي الديبلوماسية للتوصل الى وقف النار... ميقاتي: العبرة بالتزام نتنياهو
أحبطت اسرائيل طرح وقف النار الموقت لثلاثة أسابيع وفق المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية، رغم أن بعض الآمال التي علقت على المسعى الدبلوماسي ظلت قائمة في انتظار استكمال المشاورات الجارية في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك.
وفي هذا الاطار، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في نيويورك "القيام بكل ما يلزم لحماية لبنان، وإنجاز المساعي التي حصدت تأييداً عربياً ودولياً لموقف لبنان".
وقال إن "العبرة الآن بالتنفيذ، أي بالتزام بنيامين نتنياهو البيان الأميركي - الفرنسي، لأنه سبق أن رفض أكثر من مبادرة سواء جاءت من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أو من مجلس الأمن أو من الجانب العربي".
وختم: "ما ينبغي القيام به قمنا به، أما الباقي، فليس في أيدينا".
اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقال إن المهمة الآن تقع على عاتق اللاعبين الكبار، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، في إقناع الإسرائيليين بقبوله، عادّاً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو" يقول الشيء ونقيضه"، مشيراً إلى أنه من الجهة اللبنانية هناك التزام بمضامين النداء واستعداد للتنفيذ.
وكرر بري تأكيده أن "لا مشكلة لدى الطرف اللبناني؛ لأن البيان الدولي جمع بين قضيتَي غزة ولبنان، وبالتالي لم يفصل بينهما".
وقالت مصادر دبلوماسية "ان المساعي لم تتوقف، وهناك مجال ما زال مفتوحاً لتحقيق خرق خاصة مع وجود نتنياهو في نيويورك حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والوزير الاميركي بلينكن. لكنه سيخوض المفاوضات تحت النار".
في المقابل، أبدت مصادر ديبلوماسية تشاؤمها من نتائج المشاورات الجارية في نيويورك لوقف النار. وقالت " ان الأميركيين والفرنسيين اكتشفوا أنّ وساطتهم تدور في حلقة مفرغة، بسبب التباعد في المواقف. فنتنياهو يصرّ على المضي في عمليته العسكرية حتى إضعاف "حزب الله "وإبعاد التهديد الذي يمثله في الشمال، فيما الحزب لم يتراجع عن حرب المساندة، ولو تحت الضغط العسكري الإسرائيلي".
ولفتت المصادر إلى حديث يدور في الأوساط الأممية عن "جهود وساطة تبذلها أطراف عربية وإقليمية، تهدف إلى التركيز مجدداً على تسوية ولو مرحلية في غزة، لعلها تسهّل التسوية في لبنان أيضاً".
وقال مصدر عربيّ دبلوماسيّ: إن هناك اجتماعاً قريباً بين مسؤولين من المخابرات الأميركية والفرنسية والقطرية والمصرية لبحث تعديل الصيغ المقترحة للحل".
ومن المرتقب ان يصل الى بيروت يوم الاثنين وزير الخارجية الفرنسية الجديد جان نويل بارو لمتابعة بعد الامور الاجرائية المتعلقة بالمبادرة التي عملت عليها فرنسا مع الاميركيين.
وواصل رئيس الحكومة اتصالاته الدبلوماسية، في إطار السعي إلى وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، وشملت مسؤولين أوروبيين وعرباً.
واجتمع رئيس الحكومة مع رئيس جمهورية قبرص، نيكوس خريستودوليدس، الذي وضعه في أجواء الاتصالات التي تقوم بها قبرص لدعم لبنان ووقف إطلاق النار، لا سيما اتصاله مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو.
كما اجتمع رئيس الحكومة مع ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وشكره على وقوف بلاده الى جانب لبنان ودعمها المستمر له.
واجتمع رئيس الحكومة مع رئيس الحكومة اليونانية كرياكوس ميتسوتاكيس وبحث معه العلاقات بين البلدين والمساعي التي يقوم بها لوقف العدوان على لبنان. كما ابدى رغبته بزيارة لبنان في وقت قريب لاستكمال البحي فذ الملفات المشتركة.
وعقد ميقاتي اجتماعاً مع وزير خارجية بريطانيا، ديفيد لامي، بحثا خلاله الوضع الراهن في لبنان والمنطقة، وجهود بريطانيا لوقف القتال.
كما اجتمع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية: "شكر ميقاتي لقطر وقوفها إلى جانب لبنان في هذا الظرف، وبشكل خاص دعمها الجيش". وقد وضع رئيس وزراء قطر الرئيس ميقاتي "في صورة المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، وما تقوم به قطر من خلال "اللجنة الخماسية العربية والدولية" لانتخاب رئيس جديد للبنان".
كما اجتمع رئيس الحكومة مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وعرض معه الوضع الانساني في لبنان في ضوء العدوان الاسرائيلي المستمر، اضافة الى ملف النازحين السوريين في لبنان.
واجتمع رئيس الحكومة مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عثمان ديون وجرى عرض للتعاون المستمر بين لبنان والبنك الدولي وما يمكن القيام له في سبيل تجاوز ما يعانيه لبنان راهنا على صعيد تداعيات العدوان الاسرائيلي.
وفي خلال الاجتماع جرى اتصال مع منسق لجنة الطوارئ الوطنية اللبنانية الوزير ناصر ياسين وجرى الاتفاق على وضع تصور مفصل عن الازمة التي بمر بها لبنان والخطوات التي يمكن ان يقوم بها البنك الدولي لدعم النازحين من الجنوب.
وابدى ديون استعداد البنك الدولي لدعم لبنان في مواجهة المحنة التي يمر بها