الأولوية في حسابات واشنطن الإتفاق جنوباً قبل الرئاسة؟
تنفي مصادر ديبلوماسية حصول أي تبدل في أولويات الادارة الاميركية، لتقديم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، قبل انهاء التوتر والاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، والتوصّل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الأمن وإرساء الاستقرار في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، تمهيدًا لتمكين السكان المدنيين من جانبي الحدود، العودة إلى مساكنهم وقراهم.
وتشير المصادر إلى أنّ تقديم اهتمام الديبلوماسية الأميركية لمعالجة الأوضاع جنوبًا قبل إتمام اجراء الانتخابات الرئاسية، ينطلق من خطورة الأوضاع السائدة هناك، جراء استمرار الاشتباكات المسلحة جنوباً، والخشية من تدهورها نحو الأسوأ، بعد تعثر التوصل إلى صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل في غزة وإنهاء الحرب الحاصلة هناك، وتباطؤ الديبلوماسية في التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل لوقف اطلاق النار، بالرغم من المساعي والجهود الديبلوماسية التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكستين بين البلدين طوال الاشهر الماضية، لا سيما مع اقتراب موعد مرور عام كامل على اندلاع المواجهات العسكرية، وما نتج عنها من تهجير متبادل للسكان المدنيين على جانبي الحدود.
وشددت المصادر على أنّ تسهيل واشنطن التجديد لليونيفيل جنوباً، يصب في خانة اعطاء دفع للعمل الديبلوماسي، لتهدئة الأوضاع جنوبًا والتوصل إلى اتفاق نهائي بين لبنان وإسرائيل والتزام الاطراف المعنيين، بتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١، وهذا هدف اساس للإدارة الاميركية، وهي مستمرة في مساعيها لتحقيقه، وتُجري اتصالات مستمرة مع سائرالاطراف، لتفادي التصعيد وضبط النفس، وإعطاء فرصة للديبلوماسية للوصول إلى الاتفاق المنشود، بالرغم من العقبات التي ماتزال تعترض ذلك، وفي حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق، سينتج عنه تلقائيًّا حلحلة سياسية في الداخل اللبناني، ومن خلالها يمكن التحرك للمساعدة على حلّ أزمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية، بالتعاون مع جميع الاطراف المعنيين.
وتعتبر انه اذا بقيت المواجهة العسكرية مستمرة جنوباً، والتوتر متواصلاً، ستستمرّ الأوضاع السياسية الداخلية مشدودة، وتتأثر سلباً وبالتالي يصعب معها مقاربة الملف الرئاسي، وتقريب وجهات نظر الأطراف السياسيين من بعضهم البعض، والتقدم باتجاه الاتفاق المطلوب لانتخاب رئيس للجمهورية.
وتشير المصادر الديبلوماسية إلى أنّ الادارة الأميركية تتواصل مع باقي أعضاء اللجنة الخماسية، لتنسيق المواقف، وإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة، مع الأطراف السياسيين بالداخل، وهناك تلاقٍ في وجهات النظر بأن معالجة الوضع في الجنوب ضرورية وملحَّة، لتفادي انفجار واسع يلوح بالافق، وهناك قناعة لدى اعضاء اللجنة، بأن الخيار الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لحل المشكل القائم بالمنطقة، بينما التصعيد العسكري، يزيد الامور تعقيدا ولا يقدم الحلول المطلوبة. ولذلك من الصعوبة الخوض بالانتخابات الرئاسية في لبنان، بمعزل عن المواجهات الجارية جنوباً، مهما حاول البعض فصل ما يجري هناك عن الداخل اللبناني. وتتحرك الادارة الاميركية من هذا المنطلق مع أعضاء اللجنة وسائر الدول المعنية، لتحديد آفاق التحرّك المقبل، في ضوء التطورات المستجدة، واتخاذ الخطوات المطلوبة لتحضير الأرضية المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان.