عندما تصبح جولات قادة العدوّ على الحدود سرّية: صواريخ المقاومة تلاحق نتنياهو شمالاً
قبل عملية «يوم الأربعين»، الأحد الماضي، أُعلن في كيان الاحتلال عن زيارة قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى القيادة الشمالية، ليتبيّن أنه زار قاعدة رامات دافيد التي تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، التزاماً بتوصيات الجهات الأمنية التي تخشى أن يكتشف حزب الله الزيارة ويتسبّب بخطر على رئيس الحكومة. أمس، أُعلن في الكيان عن زيارة قام بها نتنياهو إلى المنطقة الشمالية واجتماعه مع ضباط من لواء غولاني بالقرب من الحدود. خبر الزيارة الذي نُشر بعد انتهائها، أعلنت بعده قوات الاحتلال أن حزب الله أطلق صلية من الصواريخ بعد مغادرة نتنياهو بقليل، علماً أن الزيارة أحيطت بسرية تامة وعُقدت الاجتماعات في مقر مُستحدث وخارج الثكنات العسكرية المعروفة، والتقى نتنياهو الجنود في أرض حرجية حيث يتمركز هؤلاء بعيداً عن أعين حزب الله.وكرّر نتنياهو في الشريط الذي وزّعه جيش الاحتلال بعد الزيارة السرّية الرسمية الإسرائيلية عن «الهجوم الاستباقي» الذي عطّل عملية حزب الله للردّ على اغتيال القائد فؤاد شكر، مشيراً إلى «أننا أحبطنا هجوماً مفاجئاً لحزب الله». لكنه لفت إلى أن «الحقيقة البسيطة هي أن هذه ليست نهاية القضية. متى ستكون نهاية القضية؟ فقط عندما نتمكّن من إعادة الأمن والمستوطنين إلى منازلهم». وعلّق مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية على الزيارة بأن «زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو أي وزير في الحكومة الإسرائيلية للشمال أصبحت تحاط بالكتمان خوفاً من نيران حزب الله».
من جهته، توجّه عضو حكومة الحرب المستقيل بيني غانتس إلى نتنياهو بالقول، إن «تحديد هدف إعادة سكان الشمال باعتباره أولوية أولى ليس مجرد تصريح أو شعار بل كذب». وأضاف: «أنت رفضت إدراج هدف إعادة سكان الشمال ضمن أهداف الحرب ومنعت تحويل الموارد للشمال أشهراً عدة».
إلى ذلك، تواصل السجال في إسرائيل حول إمكانية عودة المستوطنين، وشارك فيه قادة عسكريون وسياسيون كبار، إضافة إلى وسائل الإعلام والمستوطنين أنفسهم. وفي خلاصة عامة لهذه السجالات التي تنقلها وسائل الإعلام العبرية، صار الجميع في إسرائيل مقتنعاً بأن لا وقف للحرب في الشمال من دون وقفها في الجنوب، وبأنه إذا لم تكن لدى الحكومة الإسرائيلية أي نية لإنهاء الحرب في الجنوب، وفي الوقت نفسه ليست لديها نية لبدء حرب ضد حزب الله، فإن مستوطني الشمال لن يروا منازلهم لسنوات عديدة.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «مرّت ثلاثة أشهر منذ أن أقرّت الحكومة الإسرائيلية ميزانية قدرها مليار شيكل لصالح مستوطنات النازحين في الشمال، والترويج لخطة متعددة السنوات لإعادة تأهيل وتطوير المنطقة. لكنّ القرار بعيد كل البعد عن تطبيق الخطوات الأساسية، إذ إن اللجان التي يُفترض أن تُعنى بتنفيذ قرار الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء، لم تجتمع إطلاقاً».
وفي سياق آخر، لفتت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أنه بعد أن ضرب حزب الله منطاد «تال شمايم» في الشمال، تفكّر وزارة الدفاع وجيش الاحتلال في إلغاء المشروع، وإغلاق الوحدة المخصّصة التي أُنشئت لتشغيله.
ميدانياً، ردّ حزب الله، أمس، على الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول منطقة البقاع ليل الثلاثاء، فشنّ هجوماً جوياً بمُسيّرة انقضاضية على المقر المستحدث للّواء الغربي جنوب مستعمرة يعرا. كما استهدف مبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستوطنة المنارة. وهاجم الحزب في عمليات منفصلة مواقع السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية وبياض بليدا.
ونعى حزب الله الشهيد محمد حسن طه من مدينة بعلبك. كما نعت حركة الجهاد الإسلامي ثلاثة من مقاوميها من ساحة سوريا، استشهدوا في غارة إسرائيلية على سيارة كانت تقلّهم قرب الحدود مع سوريا.