تصعيد إسرائيلي بقاعاً... وتفكيك خزانات حيفا
صعّد العدو اعتداءاته أمس ووسّع دائرة استهدافاته، ونفّذ لليلة الثانية على التوالي غارات على بلدات في البقاع طالت محيط بوداي وسرعين والنبي شيت، بعد إعلان وزير الأمن الاسرائيلي يوآف غالانت أن عمليات القصف التي استهدفت البقاع مساء أول من أمس، كانت «تجهيزاً لكلّ الاحتمالات التي قد تتطوّر».وتسيطر في إسرائيل الخشية من أن يؤدي الانتظار الطويل لردّ حزب الله، إلى إضعاف اليقظة، إذ إن «القوات والتشكيلات لا يمكنها أن تبقى مستنفرة، وهي عرضة للأخطاء»، بحسب يوآف ليمور، الذي رأى في تقرير في صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن مُسيّرات حزب الله «أصبحت تحدياً كبيراً لقوات الجيش الإسرائيلي، كما ثبت مرة أخرى (الإثنين) في الحادثة التي قُتل فيها جندي إسرائيلي في الجليل الغربي».
وعلى هامش الاستنفار الأمني والعسكري تحسّباً لرد المقاومة من لبنان، باشرت سلطات العدو سلسلة جديدة من الإجراءات في منطقة حيفا التي يُنظر إليها باعتبارها نقطة ضعف أمام حزب الله في أي مواجهة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن بلدية حيفا توصّلت إلى اتفاق مع شركة «البنى الوطنية للطاقة» الحكومية، على تفكيك 9 خزانات تحتوي على مواد خطرة، بدءاً من كانون الثاني المقبل، على أن يجري إخلاء خزانات أخرى في حال عُثر على مواقع بديلة لها. وأوضح موقع «كالكاليست» أنه «بعد مسيرة طويلة أمام القضاء، وقّع الطرفان مذكّرة تفاهم تمكّن الشركة الحكومية من مواصلة عملها، إلى حين العثور على بدائل لبعض خزانات ومستودعات النفط»، لافتاً إلى أنه «رغم الاتفاق، فإن 8 خزانات ستبقى نشطة» حفاظاً على أعمال مجموعة «بازان» النفطية، وهي مجموعة كبرى لتكرير النفط والبتروكيماويات في خليج حيفا، وتدير أكبر مصفاة للنفط في إسرائيل. وأشار الموقع إلى أن «شركة البنى الوطنية للطاقة» تُخزّن موادَّ خطرة مثل النفط الخام في مجمع المستودعات في كريات حاييم، وأن الاتفاق «جاء بعد سنوات طويلة من شكاوى المواطنين في المنطقة».
بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن الوضع الأمني أدّى إلى هذا التطور في الملف، إذ «من الواضح للجميع أن الخزانات تشكل خطراً لا يمكن التعايش معه». ولفتت إلى أن الاتفاق يُعد تطوراً حقيقياً في أزمة استمرت عشرات السنوات، ونقلت عن المصدر أن الخطوة «تُعد بشرى لسكان حيفا وكريات حاييم، في وقت جرى فيه الحديث عن مواقع لتخزين مواد خطرة على مقربة من التجمعات السكنية والمؤسسات التعليمية والمهنية». وخلال المرحلة الأولى التي تبدأ مطلع العام المقبل، ستُفكك خزانات ومستودعات تقع على مقربة من مناطق سكنية ومؤسسات تعليمية، على أن تُترك الخزانات الأبعد، التي ستُستخدم لتخزين النفط الخام.
ومنذ فتح حزب الله جبهة المساندة لغزة من جنوب لبنان، وتحوّل شمال فلسطين المحتلة إلى ساحة مواجهة مستمرة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، توجّهت الأنظار صوب مدينة حيفا التي تضم محطات للطاقة ومنشآت بتروكيماوية وخزانات أمونيا ومستودعات للنفط الخام. وتخشى إسرائيل سيناريو تعرّض تلك المنشآت، ولا سيما تلك الواقعة في خليج حيفا، لصواريخ حزب الله ومُسيّراته.
وواصل حزب الله أمس، عمليات المسانَدة لغزة والرد على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. فاستهدف ثكنة برانيت والتجهيزات التجسسية في موقع جل العلام، ما أدى إلى تدميرها، كما استهدف موقعَي المرج وراميا. ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على البقاع ليل أمس، قصف حزب الله بصليات مكثّفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. وفي وقت لاحق، شنّ هجوماً جوياً بأسراب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة اللواء المدرّع السابع التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة كتسافيا، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقة».
كما ردّ على الاغتيال الذي نفّذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين، بقصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا. ورداً على الاعتداء والاغتيال الإسرائيلييْن في بلدة الضهيرة، قصف حزب الله ثكنتَي شوميرا وميتات وانتشارَين لجنود العدو في محيطهما بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على بلدة الناقورة، قصف حزب الله ثكنة يعرا (مقر قيادة اللواء الغربي 300)، بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
كما استهدف موقع بركة ريشا بقذائف المدفعية الثقيلة. كما تصدّت وحدة الدفاع الجوي في حزب الله لطائرة حربية معادية انتهكت الأجواء اللبنانية في منطقة الجنوب بصاروخ أرض - جو، ما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة.
ونعى حزب الله أمس الشهداء علي أحمد دقماق (النبطية) وزياد محمد قشمر (الحلوسية) ورائد علي خطاب (عيتا الشعب) ومحمد غازي شاهين (صور).