نصرالله: قادرون على تدمير شمال الكيان في ساعة واحدة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ «ما يملكه العدو من مقدّرات في الشمال ومصانع استغرق إنشاؤها 34 عاماً تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات يمكن تدميرها في ساعة واحدة، وحتى في نصف ساعة»، مؤكداً أن إيران وحزب الله سيردان على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وأن «القدرة موجودة، ونتصرف برويّة، وجعل العدو ينتظر هو جزء من المعركة والعقاب». وكرّر أن «ردّنا آتٍ، وحدنا أو مع المحور، وسيكون قوياً ومؤثّراً وفاعلاً، وبيننا وبينهم ما زالت الأيام والليالي وننتظر الميدان»، لأن «هذه معركة كبيرة واستهداف خطير، لا يمكن أن تمر عليه المقاومة أياً تكن العواقب».وفي كلمة له في ذكرى أسبوع الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، دعا نصرالله «البعض في لبنان إلى فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ولمن يعربون عن خوفهم إذا انتصرت المقاومة في المعركة أقول لهم: عليكم الخوف من انتصار العدوّ»، مضيفاً: «من لا يؤيدنا في لبنان نطلب منه ألا يطعن المقاومة في الظهر وألا يشارك في الحرب النفسية ضدّنا».
وشدّد على أن «حزب الله وإيران واليمن ملزمون بالردّ ونتصرف بشجاعة وتأنٍّ والانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزء من العقاب»، مشيراً الى «أننا حريصون على وطننا وأهلنا، ولكن لا يُمكن أن نُطالَب من أحد بأن نتصرف مع هذا العدوان (على الضاحية) على أنه في سياق المعركة القائمة منذ 10 أشهر، والعدوّ الإسرائيلي هو الذي اختار التصعيد مع لبنان وإيران». وقال إنّ «وفوداً تأتي وتضغط اليوم (لكي لا نرد)، وبعض الاتصالات يأتي من جهات وقحة لم تستنكر قتل المدنيين والأطفال في لبنان وفلسطين، والأميركيون يطلبون المزيد من الوقت للعمل على وقف الحرب في غزة»، متسائلاً: «من يمكن أن يثق بالأميركيين الذين يواصلون النفاق والكذب منذ عشرة أشهر؟». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة صمتت على مدى 31 عاماً، وحديثها اليوم عن إقامة دولة فلسطينية كذب ونفاق، لأنها في أي تصويت حول دولة فلسطينية في مجلس الأمن ترفع الفيتو الأميركي». وأضاف: «الأميركي يخادع العالم بأنه غير راضٍ عن أداء نتنياهو خلال الحرب ويعمل للضغط عليه في وقت يزوّدونه بأطنان من السلاح». واعتبر أن «الدفاع الأميركي عن إسرائيل مؤشر إلى أنها لم تعد كما كانت من حيث القوة والهيبة. وعندما تحدثت إيران وحزب الله عن ردٍّ على إسرائيل أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدافع عن كيان العدو. وهذا الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة ودول غربية لحمايته لأنه ليس قادراً على حماية نفسه. إسرائيل لم تعد قوية كما كانت، وإسرائيل التي حاربت في عامي 1967 و1973 أقوى جيوش المنطقة خائفة اليوم من الرد الإيراني ومن رد حزب الله وتستعين بالدول الغربية لتدافع عنها».
وشدّد على أنّ «نتنياهو لا يريد وقفاً للحرب ولإطلاق النار، ويصرّ على ذلك في كل الصفقات ويسعى لتهجير أهل غزة»، و«الإسرائيلي لا يقبل بدولة فلسطينية حتى في قطاع غزّة، لأنهم يرون فيها خطراً وجودياً»، موضحاً أنّ «المشروع الصهيوني في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجوّ»، و«إذا انتصر نتنياهو والتحالف الأميركي الصهيوني على المقاومة في غزّة والضفة سيتسيّد الكيان القاتل للأطفال في المنطقة. وإذا هُزمت المقاومة في غزّة، ولن تُهزم، فلن تبقي إسرائيل أي مقدّسات إسلامية أو مسيحية، ولن تبقى فلسطين ولا الأردن ونظامه الحاكم ولا سوريا وصولاً إلى مصر»، وعليه فإن من «الواجب على كل أبناء المنطقة وضع هدف منع إسرائيل من الانتصار في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية، والمطلوب المواجهة والتصدي وعدم التردّد وعدم الخضوع، لأنّ الخطر الإسرائيلي لا يُواجه بدسّ الرؤوس في التُّراب والهروب من العاصفة».
ودعا نصرالله «المقاومة في غزة والضفة من منطلق الشراكة في الدم والجهاد والمستقبل والناس الشرفاء إلى المزيد من الصبر والصمود»، و«جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن إلى الاستمرار في إسناد غزّة رغم التضحيات» والدول العربية لأن «تستيقظ أمام الخطر الذي يهدد المنطقة».
وفي بداية كلمته، شدّد نصرالله على أن «قوتنا تكمن في الاستمرار، والنيل من القادة الكبار لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق»، متحدّثاً عن مآثر الشهيد شكر الذي كان «من الجيل المؤسّس للمقاومة ومن القادة المؤسّسين، وكان في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة». وأضاف أن «السيّد محسن هو من القادة الأساسيين وصنّاع النصر عام 2000، وفي حرب تموز، كانت غرفة المعركة الأساسية بقيادته، وكان له دوره الأساسي في بناء استكمال القدرات بعد حرب تموز. وفي إدارة جبهة الإسناد اللبنانية، كان السيد محسن يتابع ويقود ويدير ويواصل العمل». وأضاف أن «السيد فؤاد من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز»، واصفاً إياه بأنه «جبل، بل سلسلة جبال يمكن الاستناد إليها في الزلازل والمحن»، مؤكداً «أننا نعترف بحجم الخسارة وشهادة السيّد محسن خسارة كبيرة، ولكن هذا لا يهزّنا على الإطلاق ولا يوقفنا».