اتّصالات دولية لخفض التصعيد: المقاومة ترفض الالتزام بعدم الردّ
إثر التطور الدراماتيكي الذي شهدته بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، نتيجة قصف نفى حزب الله أيّ علاقة له به، برزت دعوات كثيرة في كيان العدوّ الى شن حرب على لبنان، الأمر الذي أطلق العنان لموجة اتصالات سياسية وديبلوماسية على مستوى دولي كبير، بهدف «احتواء الموقف ومنع الذهاب الى حرب كبيرة». وعلمت «الأخبار» أن عدداً من الدول الغربية، في مقدمها الولايات المتحدة، بعثت بأكثر من رسالة إلى لبنان تؤكد فيها أن «الضربة الإسرائيلية على لبنان محسومة وقد اتخذ القرار بها، لكن العمل جارٍ على أن تكون محدودة في الحجم والمكان وتجنّب المدن الكبيرة حيث الاكتظاظ السكاني والمدنيون بما فيها بيروت، والاكتفاء بضرب أهداف عسكرية». وكشفت مصادر مطّلعة أن الرسائل وصلت إلى كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، فضلاً عن نائب رئيس المجلس إلياس بوصعب. والأخير تواصل مع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي يسعى الى الحصول على التزام من قبل حزب الله بعدم الرد على أي ضربة كي لا تتدحرج الأمور نحو الأسوأ.
وبحسب المصادر نفسها، فإن حزب الله لم يقدّم أيّ تعهدات، وأكد «أن رد المقاومة سيظل مرتبطاً بطبيعة أي عدوان وحجمه»، وهو الموقف الذي تبلغته أطراف غربية أخرى غير الولايات المتحدة، وخصوصاً بعد انضمام دول عدة الى حفلة التهويل الإسرائيلية، وفي مقدمها فرنسا التي دعت مواطنيها الى تجنب السفر إلى لبنان وإسرائيل، كما دعت إلى تجنب أيّ تصعيد عسكري بعد هجوم مجدل شمس. بدورها، أصدرت وزارة الخارجية النروجية بياناً حضّت فيه مواطنيها على مغادرة لبنان.
وفيما قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن إن كل الدلائل تشير إلى أن «الصاروخ كان بالفعل من حزب الله»، جدد وقوف بلاده إلى «جانب حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية»، قائلاً: «نحن في محادثات مع إسرائيل، ولا نريد أن نرى تصاعد الصراع».
وحذّر وزير الخارجية عبد الله بوحبيب من أن شن إسرائيل أيّ هجوم كبير سيؤدي إلى حرب إقليمية، وقال لوكالة «رويترز»: «طلبنا من الأميركيين حثّ إسرائيل على ضبط النفس في ظل التوتر في الآونة الأخيرة، وهم طالبونا بكبح جماح حزب الله».
وحذّرت وزارة الخارجية المصرية من «مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان». وأكدت «دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب، وناشدت «القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخّل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع».