انتخاب الرئيس مضمون بعد حرب غزّة؟
لم تنجح كلّ محاولات إعادة تحريك ملف الانتخابات الرئاسية، بمعزل عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وفشلت كل المبادرات والتحركات الهادفة لانتخاب رئيس للجمهورية حتى اليوم، بالرغم من ضرورة وجود رئيس يتولى مع حكومة جديدة، إدارة السلطة، وإعادة الحياة إلى المؤسسات والادارات العامة، والنهوض بلبنان نحو الافضل.
هناك تسليم بالأمر الواقع، من الداخل والخارج على حد سواء، باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الامر الواقع، بعدما اصبح إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، سببًا أساسيًّا، يتذرع به الذين يعطلون اجراء الانتخابات الرئاسية.
في الداخل، المعارضة لم تستطع، أن تحقق خرقًا وتنهي الجمود الذي يلف ملف الانتخابات الرئاسية، وقوى السلطة وحلفاؤها تتلطى وراء حرب غزّة، لتستمر بتعطيل وعرقلة الانتخابات، ما دام المرشح الرئاسي الحليف، لا يضمن الفوز بالرئاسة الاولى.
وفي الخارج، لم تستطع اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، من تحقيق أي خرق بالانتخابات الرئاسية حتى اليوم، بالرغم من تأثيرها السياسي، وعلاقاتها الجيدة مع كل الدول المعنية بملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، والأطراف السياسيين الأساسيين.
وهكذا أصبح ربط إنهاء ملف الانتخابات الرئاسية، شعارًا مضافًا لشرط اجراء حوار مسبق للانتخابات، يتلطى وراءه، من عطل انتخاب رئيس الجمهورية منذ بدء الاستحقاق الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون قبل مايقارب العامين.
اليوم بات الوسطاء والموفدون الدوليون، يأملون بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد وقف اطلاق النار في غزة وانهاء المواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وآخر من أعلن عن هذا الموقف، المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين.
هل تشكل هذه المواقف الداخلية والخارجية التي تربط بين وقف الحرب الإسرائيلية على غزّة وانهاء المواجهة بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، ضمانة قوية لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بالسرعة المتوخاة، أم يُعاد التذرع بأي سبب كان لابقاء الملف رهينة الصفقات والمصالح الايرانية مع الولايات المتحدة الأميركية؟
يتردد أكثر السياسيين البارزين بالاجابة على السؤال المذكور، ولكنهم يعتبرون أنّ مرحلة انتهاء الحرب على غزّة، ليست كما قبلها، وما كان ممكنًا، قد يصبح مستحيلًا، ويرجحون أنّ مرحلة جديدة ستبدأ وتحمل معها مسارًا سياسيا يختلف عن السابق، يكون انتخاب الرئيس من ضمنه.