«الهدهد 3»: حزب الله يقرأ إسرائيل ككتاب مفتوح
بثّ الإعلام الحربي لحزب الله، أمس، إصداراً خاصاً واستثنائياً من «خبايا الهدهد»، كشف بموجبه مشاهد جويّة لقاعدة «رامات دافيد» التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شمال فلسطين المحتلة. وقدّم «الهدهد 3» تفاصيل دقيقة ووافرة عن القاعدة الوحيدة لجيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة والتي تبعد نحو 46 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، مع المرافق والمواقع التي تتضمّنها وقيادتها الحالية.وصُوّرت المشاهد التي عرضها «الهدهد 3» الثلاثاء الماضي، عشيّة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي، وبعد قصف العدوّ لميناء الحديدة اليمني، وفي ظلّ تأهب سلاح الجو الإسرائيلي تحسّباً لرد يمني، من دون أن يحول ذلك دون نجاح حزب الله في إدخال المسيّرة إلى عمق 46 كلم، من دون أن تكتشفها أنظمة الرصد والاعتراض الإسرائيلية. وبذلك يكون «الهدهد» أول سلاح جو عربي ينجح في اختراق المجال الجوي لقاعدة لواحدة من أهم القواعد الجوية في إسرائيل، لتضيفها المقاومة إلى بنك أهدافها الذي عرضت بعضاً منه في السلسلتين السابقتين «ممّا أتى به الهدهد». أما ما أتى به أمس تحديداً، فتضمّن قاعدة «رامات دافيد» ورمزها العسكري قاعدة «عيزر وايزمان» - الجناح الرقم 1، وهي القاعدة الجوية الوحيدة في شمال فلسطين المحتلة، وتضم مجموعة من الاختصاصات الجوية، تتوزع بين مقاتلات حربية، ومروحيات قتالية ومروحيات النقل والإنقاذ ومروحيات الاستطلاع البحري ومنظومات حرب إلكترونية هجومية. أما التشكيلات العضوية في القاعدة فتتضمن 3 أسراب قتالية (الوادي 109 - المعركة الأولى 101 - العقرب 105)، وسرب الاستخبارات (صياد الليل 160)، وسرب الاستطلاع البحري (حماة الغرب 193)، وسرب الحرب الإلكترونية 157، و4 أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة.
وأظهرت اللقطات مبنى قيادة القاعدة، وكشف الإعلام الحربي في حزب الله الهوية الحقيقية لقائد القاعدة العقيد أساف إيشيد، وهو من مواليد (01/12/1979)، وتسلّم منصبه الحالي في 26/07/2022، وشغل سابقاً عدة مواقع قيادية؛ من بينها قائد «السرب 101». وأظهرت مشاهد مسح ليلي سابق نقطة تقاطع المدارج ورفّ المروحيات القتالية، فيما أظهر تصوير جوي للقاعدة بتاريخ 9/7/2024، مروحيات قتالية من نوع «أباتشي»، ومروحيات استطلاع بحري «بانثر»، وكبسولات وقود للمقاتلات الحربية وخزانات وقود للطائرات، وطائرات نقل جوي C130.
كسابقَيه، أحدث «الهدهد 3» ردود أفعال صاخبة في إسرائيل. ولخّص مراسل إذاعة الجنوب الإسرائيلية الوضع بقوله «أكثر من 8 دقائق من فيديو لحزب الله يوضح مدى ضعفنا. هذه وصمة عار، يحلّقون فوق قاعدة رامات دافيد من دون عائق، ويسجّلون ما يريدون، ولا توجد محاولة لاعتراض طائرتهم». وفيما قالت «معاريف» إن «حزب الله يقرأنا ككتاب مفتوح»، مشيرة إلى أن «المنطقة التي صوّرها حزب الله لم تدوِّ فيها صفارات الإنذار خشية تسلّل طائرات مسيّرة»، ذكرت القناة 12 أن «حزب الله مارس الرعب النفسي، إذ تمكنت الطائرة التابعة له من العودة إلى لبنان».
تبرير المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فشل الجيش في اعتراض المسيّرة بأن «الفيديو الذي نشره حزب الله تم التقاطه من طائرة مسيّرة تصويرية فقط، ونشاط القاعدة الجوية لم يتعرّض لأذى»، تحوّل إلى مادة للتندّر والسخرية. إذ قال نوعم أمير في صحيفة «مكور ريشون» إن «عذر الجيش الإسرائيلي بأن مسيّرة حزب الله لم تكن هجومية هو غباء»، متسائلاً «ما الفائدة من السماح له بتصوير إحدى أهم القواعد الجوية؟ ماذا يحدث معكم؟!». وعبّرت القناة 12 عن القلق البالغ «ممّا رجع به الهدهد»، وأكدت أن «ما حصل أمر مقلق جداً، فالحزب نشر فيلماً جديداً يوثّق قاعدة رامات دافيد»، وتساءلت «كيف لم يتمّ اعتراض هذه المسيّرة خلال تحليقها؟وما هي الذريعة هذه المرة؟»، وقالت «يحلّقون دون عائق ويسجّلون ما يريدون وليس هناك محاولة لاعتراض طائرتهم، هذا خطير جداً».
ونقل موقع «واي نت نيوز» عن مسؤولين أميركيين وضباط إسرائيليين «خشيتهم وتفاجأهم من الدقّة التي أظهرها حزب الله حتى الآن، والقلق من استخدامه عدداً كبيراً من الأسلحة المتقدمة ما قد يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية والجنود على حدٍّ سواء».