وفد إسرائيلي إلى القاهرة... وتحضيرات للقاء الدوحـة: واشنطن تبثّ تفاؤلاً
بالتزامن مع إلقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خطابه المنتظر مساء اليوم في «الكونغرس» الأميركي، يصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة، لعقد عدّة اجتماعات مع مسؤولين مصريين، قبيل «الاجتماع الرباعي» الذي سيُعقد في الدوحة، غداً، وسيضمّ مسؤولين قطريين وأميركيين ومصريين وإسرائيليين، من أجل استئناف المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. ويأتي ذلك في وقت ارتفع فيه منسوب «التفاؤل»، وإن كان لا يزال محاطاً بحذر كبير جداً، بإمكانية التوصّل إلى صفقة خلال الأسابيع المقبلة.وبحسب مصدر مصري مطّلع، فإن ما سيكون على طاولة البحث اليوم في القاهرة، هو «التفاصيل الخاصّة بالوضع على الشريط الحدودي»، وتحديداً ملفَّي معبر رفح وتواجد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا. ووفقاً للمصدر، فإن «الموافقة المصرية على استقبال الوفد الإسرائيلي مجدداً، جاءت بعد الاتصالات التي أكدت منح الأخير صلاحيات واسعة، تسمح بالوصول إلى اتفاق». ويرى الوسطاء في القاهرة والدوحة أن «المرحلة الأولى من الصفقة، تبدو في متناول اليد حالياً، ويمكن المضيّ فيها، لكن الخوف يبقى من مفاجآت نتنياهو وألغامه التي اعتاد تفجيرها في الساعات الأخيرة». على أن الاتصالات بين الوسيطين القطري والمصري ومسؤولي الإدارة الأميركية، خلال اليومين الماضيين، شهدت تأكيدات أميركية أن صفقة التبادل يمكن أن تكون وشيكة، وأن على الأطراف الاستعداد لذلك.
وفي الولايات المتحدة، شهد اللقاء الذي جمع نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، توتراً، بعدما أبلغ رئيس حكومة الاحتلال، العائلات، أن «سياسته هي زيادة الضغط وعدم الرضوخ لشروط حماس»، بحسب «هيئة البث» الإسرائيلية. وفي الوقت عينه، أفادت الهيئة بأن «نتنياهو أبلغ الوسطاء بأن البقاء في محور فيلادلفيا ضغط على حماس لتنفيذ المرحلة الثانية»، فيما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، لأهالي الأسرى أن «بالإمكان التوصّل إلى صفقة تبادل خلال أيام». كما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن «بايدن يركّز في الأشهر المتبقّية له في الحكم، على السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الحرب في غزة».
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، في سياق بيان فضل الجيش والأجهزة الأمنية في إمكانية التوصل إلى صفقة، إن «العمل التراكمي للجيش يصبّ في صالح التحرّكات السياسية»، مشيراً إلى أن «نتنياهو الآن في واشنطن في رحلة سياسية مهمّة للغاية، ونحن جميعاً، جنوداً وقادة، نتمنّى له النجاح ونمنحه كل الأدوات اللازمة للتوصّل إلى اتفاق يسمح بالإفراج عن العشرات من الرهائن». وأعاد التأكيد أنه «بعد ذلك سنعرف كيف نعود إلى القتال، ونمارس الضغط الذي سيجلب المزيد في المرّة القادمة». واعتبر غالانت أنه «بفضل الضغط العسكري، نحن نقترب من وضع يمكن فيه التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن». وبخصوص اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، كشف مراسل موقع «واللا» العبري أن «إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة عقدت، الخميس الماضي، اجتماعاً سرياً في أبو ظبي، لبحث خطة اليوم التالي». وبحسب مصدر إسرائيلي تحدّث إلى الموقع، فإن «نتنياهو هاجم خطة غالانت بشأن إدارة غزة وعرقلها لعدة أشهر، لكنه الآن أخذها وترجمها إلى الإنكليزية وأعطاها للوزير رون ديرمر (المقرّب منه) ليقدّمها إلى الإمارات والأميركيين كما لو كانت من اختراعه».
في غضون ذلك، كشفت «هيئة البث الرسمية»، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن «نتنياهو يعتزم تشكيل مجلس جديد لإدارة الحرب يضمّ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والهدف هو تمرير قانون الحاخامات»، الذي يُعد من ضمن الاتفاقات الائتلافية مع حزب «شاس» الحريدي، ورفض بن غفير التصويت عليه إلا بشرط ضمّه إلى «كابينت الحرب»، بعد استقالة الوزيرين السابقين، بني غانتس وغادي آيزنكوت، منه. لكن في المقابل، نفى مكتب نتنياهو صحّة تلك الأنباء، مشيراً إلى أن «إدارة الحرب يقوم بها رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية»، بينما «الحديث يجري عن إمكانية إنشاء مجلس استشاري لن يحلّ محلّ الهيئات القائمة». وتعليقاً على ما تقدّم، قال غانتس إن «مجرّد سير المفاوضات بين نتنياهو وبن غفير حول إنشاء منتدى أمني يتناول رسم سياسات الحرب مقابل الحفاظ على السلام داخل الائتلاف، هو دليل على أن السياسة اخترقت أقدس مقدّسات أمن الدولة».