حصيلة الزيارة... صفر: البقاع يُغضب بهاء الحريري
«نشوة الزعامة» التي شعر بهاء الحريري بأن لواءها انعقد له، بعد لقاءاته التي شهدت حضوراً نسبياً في الشمال، وتحديداً في المنية وعكّار، سُرعان ما تلاشت بعدما عاد وقْع الاستقبالات في البقاع، إلى ما كان عليه في بيروت وطرابلس.وهذا ما بدا واضحاً منذ الساعات الأولى للزيارة، عندما «نزل الوحي» على فريق عمله بأن يستهلّ الزيارة إلى شتورة بالمشاركة في الصلاة في أحد مساجد بلدة جديتا. لكن حصل ما لم يكن في الحُسبان، إذ خصّص إمام المسجد الشيخ بلال شحادة خطبته لأهمية العلاقة بين الأشقاء! عندها غادر الحريري المسجد من دون أن يلتفت إلى طلب شحادة المشاركة في صلاة السنّة، فيما رفع عدد من شبان البلدة صور الرئيس سعد الحريري في كل مكان، وتحديداً في المبنى المواجه للمسجد.
خروج الحريري من المسجد غاضباً أكّد ما نُقل سابقاً عن الحلقة الضيقة للرئيس رفيق الحريري بأن نجله الأكبر سريع الغضب ولا يُحسن السيطرة على مشاعره أو يقيم اعتباراً للموجودين حوله عندما يغضب. وما زاد الطين بلّة هو تنقّل أفراد الفريق المكلّف بحماية الحريري، وبعضهم من الأجانب، بسلاحٍ ظاهر حتّى داخل المسجد، ما نمّ عن غربة الرّجل الآتي من موناكو وجهله بطبيعة العلاقة مع الجمهور.
محصّلة الأيّام البقاعية الثلاثة التي أمضاها الحريري في فندق «شتورة بارك أوتيل» كانت... صفراً، إذ لم يتعدّ عدد أعضاء وفود بعض المناطق عدد أصابع اليد الواحدة، كلقائه وفداً من أهالي بلدة الفاكهة (البقاع الشمالي) الذي ضمّ شخصيّات محسوبة على التيّار الوطني الحر وسرايا المقاومة وحزب القوات اللبنانية بداعي الفضول! أو كوفد بلدة معربون الذي كان عبارة عن بضعة أشقاء من عائلة واحدة حضروا مع أبنائهم. فيما غابت بعض المناطق عن المشهد كُلياً. وكما أخفق في دخول المناطق المحسوبة على شقيقه، أخفق كذلك في دخول مناطق تُحسب على شخصيّات لها رمزيّتها في البقاع، كالنائب حسن مراد. إلا أنه نجح، في المقابل، في استقطاب «سماسرة» مقرّبين من «تيار المستقبل» نظّموا له بمقابلٍ مادي لقاءات حضرتها بعض الشخصيات الاجتماعية، علماً أن معظم المدعوّين لم يلبّوا الدّعوة.
كذلك كان لافتاً غياب المفتين والمشايخ عن اللقاءات، وتردّد أنّ أحد المفتين في المنطقة أجرى اتصالاته مع أئمة المساجد للتأكد من عدم تلبية الدّعوات أو التّعاون مع فريق عمل الحريري. والأمر نفسه سرى على رؤساء البلديات وفاعليات البقاع، فيما خلت وفود عشائر العرب من المشايخ والشخصيات ذات الوزن الشعبي، واقتصرت على شخصيات كان بعضها مرشّحاً للانتخابات النيابية ولم يُفلح في الحصول على أكثر من 100 صوت! والمفارقة كانت أنّه في الوقت الذي لبّى هؤلاء دعوة الحريري، كان العديد من مشايخ العرب يحضّرون الذبائح لاستقبال رئيس «حزب البعث» علي حجازي وسط حشود فاقت كثيراً من التقوا الحريري!
ولم يُعرف سبب امتناع النائب بلال حشيمي عن استقبال الحريري بعدما صرّح سابقاً بأنّ «منازل البقاع مفتوحة له»، فيما تردّد أنّه تلقّى اتصالات من الرئيس السابق فؤاد السنيورة والنائب السابق أحمد فتفت اللذين يفضّلان انتظار ما ستؤول إليه الزيارة وحصيلتها النهائيّة!
ألا تعرفون «أم شريف»؟
وصل بهاء الحريري إلى البقاع من دون أن يطلعه فريق عمله، على الأغلب، على خصوصيّة المنطقة ووضع أهلها. فكانت زاوية رؤيته الاقتصادية لتنمية المنطقة، التي عرضها على بعض من التقاهم، بعيدة عن أولوياتهم أو حتى عن ظروفهم. فقد قفز على الظروف الصعبة التي يواجهها المزارعون لجهة الكلفة العالية للري والوقود وأسعار السماد، ليحاضر فيهم في كيفيّة تعليب منتجاتهم لتسهيل تصريفها، مقدّماً «مطعم أم شريف» نموذجاً لهم لتطوير الأعمال، وكيف تمكّن المطعم من افتتاح فروع في أوروبا. وسأل أكثر من مرة: «هل بينكم من لا يعرف المطعم؟ طبعاً لا أحد لا يعرفه»!
تغيير أثاث «قصر الأحلام»
دفع بهاء الحريري لأصحاب «فندق قصر الأمراء» الذي أقام فيه خلال زيارته الضنيّة أربعة آلاف دولار لتغيير الأثاث على نفقته الخاصة بعدما أبدى انزعاجه من الطابع القروي للفندق.
في ضيافة الحبتور
بعدما أنهى بهاء الحريري زيارته للبقاع، وقبل بدء زيارته اليوم لإقليم الخروب للقاء الوفود في «الجية مارينا» على مدى يومين متتاليين قبل انتقاله إلى مدينة صيدا، نزل في فندق «الحبتور» في سن الفيل، وأشاع فريق عمله أنّ الأمر حصل بدعوة من رجل الأعمال الإماراتي محمد خلف الحبتور، مع الإيحاء بأن في الأمر «دعماً إماراتياً» للحريري!