العدو يندحر من تل الهوى: توغّلات بلا جدوى
مع انسحاب جيش العدو من حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، تكشّف المشهد عن مجازر إسرائيلية ارتُكبت في الحي والمناطق المحيطة به، حيث عثر الدفاع المدني على جثث عشرات الشهداء التي خلّفتها تلك المجازر، فيما نفّذت فصائل المقاومة عدداً كبيراً من المهمات القتالية التي التحمت خلالها مع قوات العدو، ولا سيما في تل الهوى، حيث انسحبت الأخيرة تحت النار. كما استأنفت المقاومة عمليات القصف التي استهدفت نقاط الاحتلال المستحدثة في «محور نتساريم» وسط القطاع، ما يعني عملياً فشل التوغّلات الجديدة في تحقيق أي نتيجة.وذكر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن قوات الاحتلال انسحبت من بعض أحياء مدينة غزة، ليل الخميس - الجمعة، بعد توغّل استمر أسبوعاً، مشيراً إلى أن العدو واجه مقاومة عنيفة من فصائل المقاومة. وأعلن أن فرق الدفاع المدني انتشلت نحو 60 جثة لشهداء فلسطينيين قتلهم العدو خلال التوغّل في حي تل الهوى وأطراف حي الصبرة. وعلى رغم الانسحاب، تمركزت فرق قناصة ودبابات إسرائيلية في أراض مرتفعة في بعض المواقع، مع تحذير وجّهه الاحتلال إلى أهالي الأحياء المخلاة من محاولة العودة إلى منازلهم. وقال بصل إن «هناك العشرات من جثامين الشهداء المتناثرة في الأزقة وداخل المنازل المدمّرة... عثرنا على جثامين شهداء متفحّمة وبيوت أُحرقت بالكامل في تل الهوى ومنطقة الصناعة... وانتشلنا شهداء من عائلة واحدة ونتلقّى بلاغات استغاثة متواصلة في الحييْن».
وعلى رغم التحذير الإسرائيلي، عاد عشرات الغزيين مجدداً إلى المناطق التي أخلاها العدو لتفقّد الأضرار الناجمة عن اندلاع النيران في منازلهم، بعدما أخمدت فرق الدفاع المدني حرائق نجمت عن القصف الإسرائيلي، واستمرت حتى ساعة مبكرة من صباح أمس. وأظهرت لقطات بثّتها وكالة «رويترز» طرقاً ومبانيَ مدمّرة، منها مقر «الأونروا» السابق، وجثثاً ملفوفة بأكفان بيض تحمل أسماء الشهداء من الرجال والنساء، مُسجاة على الأرض في المستشفى الأهلي. وفي خانيونس، جنوب القطاع، استشهد أربعة أشخاص يعملون لصالح «مؤسسة الخير»، وهي منظمة إسلامية غير حكومية مقرها بريطانيا وتركيا، وذلك في ضربة جوية نفّذها العدو على مركز لتوزيع المساعدات، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام تابعة لحركة «حماس».
في المقابل، وفي المهمات القتالية لفصائل المقاومة، بثّ «الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام» مشاهد حول استدراج مقاتلي الكتائب قوة صهيونية إلى كمين مُعد مسبقاً في حي تل الهوى، قبيل انسحاب قوات العدو منه، حيث فجّروا عبوة رعدية مضادة للأفراد بالقوة التي كانت متحصّنة داخل منزل في المنطقة، ما أدى إلى سقوط عدد من أفرادها بين قتيل وجريح. كما قالت الكتائب إن مقاتليها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تمكّنهم من تفجير دبابتي «ميركافا 4» صهيونيتين بصاروخ من مخلّفات العدو وعبوة «شواظ» بالقرب من مسجد الأمين محمد في تل الهوى، وأفادوا كذلك بتفجير آليتين عسكريتين للعدو بعبوة أرضية وقذيفة «الياسين 105» قرب برج مكة ودوار الأمين محمد في الحي ذاته. وهناك أيضاً، اشتبك مقاتلو «القسام» مع قوة صهيونية راجلة قوامها 8 جنود من مسافة صفر، وفجّروا عبوة مضادة للأفراد بقوة النجدة وأوقعوا عناصرها جميعاً بين قتيل وجريح. وبدوره، بث «الإعلام الحربي» التابع لـ«سرايا القدس» مشاهد لمقاتليها وهم يدكّون جنود الاحتلال وآلياته بقذائف الهاون في منطقة الصناعة غرب مدينة غزة.
وبعد الانسحاب، وتراجع إمكانية الالتحام، عادت فصائل المقاومة إلى هوايتها المفضّلة باستهداف نقاط العدو المستحدثة في «محور نتساريم»، ما يعني أن التوغّلات الأخيرة فشلت في وقف القصف، ويرجِّح إمكانية التوغّل مجدداً. وفي هذا السياق، قالت «كتائب القسام» إن مقاتليها قصفوا قوات العدو المتموضعة في «نتساريم» بقذائف الهاون وصواريخ من نوع «رجوم»، فيما أكدت «سرايا القدس» أن مقاتليها قصفوا بوابل من قذائف الهاون تموضعات لجنود العدو وآلياته على طول خط الإمداد في المحور ذاته. وذكرت «ألوية الناصر صلاح الدين»، بدورها، أنها قصفت مقراً لقيادة العدو وتحشدات لجنوده وآلياته هناك بصاروخين من طراز «107»، بينما بثّت «كتائب المجاهدين» شريط فيديو لاستهدافها تموضعاً لجنود العدو بصواريخ «حاصب 111» في «نتساريم» أيضاً. كما أعلنت الكتائب نفسها أن مقاتليها دكّوا بالاشتراك مع «قوات الشهيد عمر القاسم» غرفة عمليات للعدو في «ناحل عوز» برشقة صاروخية.
وفي جنوب القطاع، استهدفت «كتائب القسام» دبابة من نوع «ميركافا» وناقلة جند للعدو بقذيفتين من نوع «الياسين 105» في حي التنور وشارع جورج شرق مدينة رفح، في حين قصفت «سرايا القدس» تحشّدات العدو في محيط موقع «كرم أبو سالم» العسكري شرق المدينة بقذائف الهاون وصواريخ «107»، كما استهدف مقاتلوها جنود الاحتلال المتمركزين عند بوابة معبر رفح ومحيطها بوابل من قذائف الهاون.