عمليات برّية متجدّدة في غزة: المقاومة تفاجئ العدو بجهوزيّتها
فيما تتواصل العملية البرية في أحياء جنوب غرب مدينة غزة، وتحديداً في الرمال والصبرة وأنصار وتل الهوى، لليوم الثالث على التوالي، انسحبت القوات المعادية، منذ ساعات فجر أمس، من كامل حي الشجاعية، بعد عملية استمرت لنحو 11 يوماً، تاركة خلفها كميات كبيرة من بقايا الآليات المدمرة والمتفحمة. ويشير هذا التطور إلى مستوى الزخم الميداني التي شهدته أيام التوغل، التي انتهت، بينما تبلغ المقاومة عن تنفيذ مقاوميها العائدين من خطوط النار المزيد من العمليات، فيما كان المشهد الأبرز في الشجاعية، هو لناقلات جنود يبدو أن الطائرات الحربية قامت بتدميرها بعدما استهدفها المقاومون. ويقدّر مصدر مقرب من المقاومة، أن ترك بقايا الآليات المدمرة في ميدان القتال، والذي تكرر في مدينة رفح وحي الشجاعية، وهو أمر مخالف للبروتوكول العسكري المعروف، يراد منه إيصال رسالة من المستوى الأمني في جيش الاحتلال، عن قدر الخسائر التي يتعرّض لها، وبالتالي تزخيم المطالبة بالقبول بوقف الحرب لتوفير فترة استراحة للجنود وإعادة تنظيم قوات الجيش المنهكة.وحفلت ساعات أمس بجملة من الأحداث الصعبة، والتي دعت صفحات المستوطنين، منذ ساعات الظهيرة، إلى الصلاة لسلامة الجنود الذين تعرّضوا لها في حي تل الهوا. كذلك، لوحظ، على الصعيد الميداني، أن وسائط المدفعية المتمركزة في موقع «زكيم» العسكري، نفذت عدة عمليات تغطية نارية، معروف أنها مرتبطة بإخلاء جنود مصابين أو قتلى من الميدان. وبالتزامن، تحدث موقع «يسرائيل للو تسنزورا» عن هبوط خمس مروحيات لإجلاء المصابين من المعارك في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عن تمكّنها من تنفيذ عدد كبير من المهمات القتالية؛ إذ أفادت «كتائب القسام» بأن مقاوميها تمكنوا من إيقاع عدد من جنود العدو في كمين محكم في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. وأوضحت أنه تمّ تفجير عبوتين مضادتين للأفراد فور وصول القوة إلى الكمين، وإيقاع جميع أفرادها بين قتيل وجريح، مضيفةً أنه «رصد مقاومونا هبوط عدد من الطائرات المروحية لإخلائهم». أيضاً، أكدت «سرايا القدس» تمكن مقاوميها من تفجير ثلاث آليات عسكرية بواسطة عبوات معدّة سلفاً في تل الهوا. كما أبلغت عن تمكن مقاوميها من استهداف تحشدات العدو بقذائف «الهاون» النظامية الثقيلة.
في غضون ذلك، تحدثت مصادر عبرية عن إصابة 4 جنود، حالة اثنين منهم خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي تل الهوا. كما أبلغ الإعلام العسكري التابع لـ«كتائب القسام» عن قنص جندي صهيوني في محور القتال نفسه، ووزع مشاهد للعملية ظهر فيها القناص وهو يوجّه رسالة إلى جيش الاحتلال. وقال قناص «القسام»: «بحثت عن يائير نجل نتنياهو لكي أسدّد رصاصة في رأسه بين هؤلاء الجنود، فلم أجد سوى هؤلاء الأغبياء الذين يزجّ بهم رئيس وزرائهم إلى الجحيم». ومع ساعات المساء، أبلغ مقاتلو «القسام» العائدون من خطوط المواجهة، عن تمكنهم من استهداف ثلاث دبابات بعبوتَي «شواظ» وقذيفة «الياسين 105» في الحي نفسه.
من جهتها، أعلنت «سرايا القدس» تمكن جنودها من استهداف القوات المتوغلة في محيط مول مترو في شارع الشهداء، بوابل من قذائف «الهاون»، فيما أبلغت كل من «كتائب أبو علي مصطفى» التابعة لـ«الجبهة الشعبية»، و«ألوية الناصر صلاح الدين» و«سرايا القدس» و«كتائب القسام»، في عمليات مشتركة ومنفردة، عن قصف تحشدات العدو في حي الصبرة، وعن استهداف موقع «ناحل عوز» ومحور «نتساريم» بالصواريخ التكتيكية القوسية وقذائف «الهاون». أيضاً، أبلغ مقاومو «السرايا» العائدون من خطوط المواجهة في حي الشجاعية عن تنفيذ عدد من المهمات القتالية قبل انسحاب جيش العدو من الحي؛ إذ تمكن المقاومون من الاشتباك مع قوة راجلة داخل أحد المنازل، موقعين عدداً من المصابين والقتلى في صفوفها، وتمكنوا من قنص جندي على تلة المنطار، وفجروا عدداً من الآليات في شارعَي بغداد والنزاز.
وفي صراع الصورة، نشر الإعلام العسكري التابع لـ«القسام» مشاهد من الالتحام المباشر في حيّ تل الهوا. وأظهر أحد المشاهد انفجار عبوات ناسفة أعيد تصنيعها من مخلفات الصواريخ بجرافتَي «دي ناين». كما أظهر مشهد آخر إطلاق قذيفة مضادة للتحصينات تجاه قناص في أحد منازل الحي، فضلاً عن مشاهد أخرى بيّنت تفجير عبوة ناسفة بعدد من الجنود. وإلى جانب ذلك، بث «القسام» فيديو للإغارة التي نفذها عدد كبير من المقاومين على مبنى السيطرة والعمليات في تل زعرب غرب مدينة رفح قبل أيام، حيث ظهر المقاومون وهم يحيطون بالمبنى وينفذون عمليات استهداف للدبابات وجنود العدوّ من مسافات قريبة جداً.