المقاومة تواصل حرب الصورة: تكتيك «اضرب واستمر» يتعزّز
تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة استعراض المدى الذي وصلت إليه من التأقلم مع ظروف الميدان الصعبة. وبدا واضحاً أن المقاومين قرّروا توظيف الصورة على نحو أوسع في حرب الإرادات التي قد تتواصل برياً مزيداً من الوقت، إذ نشرت «كتائب القسام»، أمس، مقطعاً مصوّراً ظهر فيه المقاومون وهم ينفّذون كميناً مركّباً على طريقة «اضرب واستمر». والمشهد الأول من المقطع، عبارة عن غرفة قيادة وسيطرة، يتابع منها ضابط العملية عبر خطوط اتصال سلكية مجريات الكمين، ويطالب بالاهتمام أكثر بالتصوير. ثم يظهر مقاومون وهم يخططون للانقضاض على إحدى الشقق التي يتحصن فيها جنود العدو، قبل أن يندفع الأولون من بين الركام والثغرات التي أحدثوها في جدران البيوت المتلاصقة، ويحيطوا بالشقة الهدف. وجاءت الصور مطابقة للتعليمات، حيث أظهرت ملامح الجندي القناص من مسافة قريبة جداً، قبل أن يُستهدف بقذيفة «تي بي جي» تسبّبت بتدمير كامل الشقة وحرقها، بينما يجهز المقاومون بالأسلحة الخفيفة على من صادفوه من جنود. وعلى إثر ذلك، انتظر مقاتلو «القسام» وصول قوات النجدة وباغتوها بقذيفة «الياسين 105».وفي صراع الصورة أيضاً، وثّق عناصر المقاومة مشاهد يبدو أنها لناقلات جنود تركها جيش العدو محترقة في أحياء الشجاعية شرقي مدينة غزة، وتل السلطان غربي مدينة رفح. ورغم أن مصدراً مطّلعاً رجّح أن «الآليات الصغيرة التي ظهرت مشابهة لناقلة «الجند M113» وهي عبارة عن «روبوتات» مفخّخة، يبدو أن المقاومة تمكّنت من إعطابها قبل أن تنفجر»، غير أن ترك عتاد كهذا في ساحة المعركة، يدلّل على قدر الزخم والضغط العسكري في الميدان، والذي أجبر جيش العدو على التخلي عن واحد من بروتوكولاته التقليدية، وهو سحب أي نوع من العتاد من ميدان القتال أو تدميره قبل الانسحاب. وأقر الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط في «كتيبة 75» وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة.
وعلى خط مواز، غرّد الناطق العسكري باسم «سرايا القدس»، أبو حمزة، مؤكداً أن المقاومة أوعزت إلى قوات التأمين الآسرة للجنود والمستوطنين بتغيير طبيعة التعامل السابقة مع الأسرى، وذلك بعدما اتضح قدر التنكيل الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو، مضيفاً أن سحب كثير من الامتيازات تسبّب بمحاولة بعض الأسرى الانتحار.
أما في الميدان، فشهد محور القتال في حي الشجاعية ومحور «نتساريم» سلسلة من المهمات القتالية، حيث أعلنت «كتائب القسام» تمكّن مقاوميها من الهجوم على مقر قيادة عمليات قوات العدو المتوغّلة في حي الشجاعية، ما تسبب بوقوع عدد من أفراد الموقع بين قتيل وجريح، فيما رصد مقاومو «القسام» هبوط الطائرات المروحية لإخلاء القتلى والمصابين. وبالقرب من الشجاعية، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكّنوا من تفجير عبوة أرضية مزروعة مسبقاً، بآلية عسكرية تقدّمت عند شارع 10 جنوب حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. وفي خلال ساعات نهار أمس، تناوبت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، «كتائب القسام» وكتائب المجاهدين» و«سرايا القدس» و«كتائب شهداء الأقصى»، على استهداف القوات المتوغّلة في الشجاعية و«نتساريم»، برشقات من الصواريخ وقذائف «الهاون».
وفي محور القتال في مدينة رفح، أعلنت «السرايا» أنها تمكّنت من تفجير دبابة معادية بعبوة «ثاقب خرقية» في محيط ملعب رفح البلدي وسط المدينة. كذلك، أعلنت أنها استهدفت جرافة «دي ناين» بقذيفة «آر بي جي» بالقرب من سوق الحلال. وأفادت «القسام»، بدورها، بأنها استهدفت دبابتين من نوع «ميركافا» بقذيفتي «الياسين 105» في المخيم الغربي في حي تل السلطان غرب المدينة، فيما أكّدت كتائب «شهداء الأقصى» أنها أسقطت طائرة استطلاع من نوع «سكاي لارك» أثناء تنفيذها مهمة استخبارية في سماء شمال غزة. أيضاً، ذكرت «سرايا القدس» أنها قصفت مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.