التهديدات الإسرائيلية تحجب ضجيج المبادرات الرئاسية!
لوحظ في الاونة الاخيرة، تراجع الاهتمام العام، بحركة المبادرات المحلية والخارجية، لحل أزمة الانتخابات الرئاسية، وتصدر اخبار التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بالحرب ضد حزب الله ولبنان مكانها، ما اعطى انطباعاً واضحاً، بصعوبة اعطاء دفع لملف الانتخابات الرئاسية في الوقت الحاضر، بانتظار جلاء مصير الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، او انتظار موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية على ابعد تقدير.
لم يعد الحديث متداولا عن مواعيد تحركات اللجنة الخماسية لدى الافرقاء المحليين او لدى الدول الفاعلة والصديقة، لتجاوز الصعاب، وانهاء انقسام اللبنانيين، في واجهة الاخبار والاهتمامات، ولم يعد هناك من يهتم بمصير آخر بيان للجنة ومواعيده لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بينما انحسر الاهتمام بمتابعة آخر تحركات مبادرة اللقاء الديموقراطي في هذا الصدد، وتلاشت نشاطات كتلة الاعتدال تجاه الافرقاء السياسيين الى حدود الاستغناء عن هذه المهمة المستعصية حاليا، فيما لم يعد احد مهتما بمتابعة مصير مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان لتحقيق اختراق بالملف الرئاسي .
وباستثناء زيارة امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين، والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الى لبنان، والتشديد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية، لتناسى معظم اللبنانيين ملف الاستحقاق الرئاسي، بعدما طغت اخبار التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، والحديث عن احتمال نشوب الحرب بينهما قريبا، على ماعداها من احداث واستحقاقات.
يبدو ان جميع القائمين على المبادرات الرئاسية، قد استكانوا، بعدما تبين لهم ان جميع جهودهم وتحركاتهم، اصطدمت بجدار الرفض السميك لحزب الله، لحل أزمة الانتخابات الرئاسية في الوقت الحاضر، واقتنعوا على مضض باستحالة المضي قدما بمساعي تذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر لحل أزمة الانتخابات الرئاسية، بمعزل عن انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وازالة التوتر والاشتباكات الدائرة حاليا في الجنوب اللبناني بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، والتوصل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الامن وارساء الاستقرار في المنطقة.
وفي انتظار مصير التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد لبنان، حرباً أم سلماً، يبقى موضوع انتخاب رئيس للجمهورية مجمداً، واسير هيمنة سلاح حزب الله حتى اشعار آخر، اما بانتظار استغلال مجريات المواجهة وانتهاء حرب غزّة، لفرض انتخاب رئيس للجمهورية من حلفائه، او التوصل إلى اتفاق مع الأطراف السياسيين لانتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بموافقة جميع الاطراف.