فرص التهدئة أقلّ من الحرب؟
لفتت مصادر مراقبة عبر "الأنباء" الإلكترونية إلى رأيين بما يتعلّق بتداعيات زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى المنطقة، إذ إنَّ الأول يتمثل بأن الأجواء الأمنية على طرفي الحدود ما تزال تحت السيطرة، وأن الموفد الأميركي أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه أقنع الإسرائيليين بالتخلي عن فكرة توسيع الحرب في الشمال، كما وأن قطر تتواصل مع كل من إيران، إسرائيل والولايات المتحدة، لإبقاء المواجهات العسكرية ضمن دائرة الاشتباك.
أمّا الرأي الثاني، فيرى أنَّ زيارة هوكستين كانت فاشلة بالشكل والمضمون، وأن الموفد الأميركي لم يمارس على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط الكافي للعدول عن توسيع الحرب في جنوب لبنان، فيما الاستعدادات لعمل عسكري موسّع على الحدود تجري على قدم وساق وقد أصبحت بطورها الأخير، بالإضافة إلى أن توقيت الهجوم قد يكون في الأسابيع المقبلة.
وفي المواقف، وتعليقاً على زيارة هوكستين الخاطفة إلى المنطقة، أشار النائب السابق محمد الحجار إلى أنَّ "الولايات المتحدة الأميركية ضمن المعطيات الحاضرة ترفض الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل، وهي منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وتوسيع الحرب يؤثر سلباً على الرئيس الأميركي جو بايدن، لذلك تضغط الإدارة الأميركية لعدم حصول ذلك".
ورأى الحجار، في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية بأن "النصائح الأميركية تقتضي تهدئة الأوضاع وعدم توسيع الحرب، لأن المنطقة بحسب هوكشتاين ذاهبة إلى تسوية تحكمها أميركا وإيران، خاصةً وأن إسرائيل لا تستطيع الذهاب إلى حرب شاملة في جنوب لبنان وهي لا تزال تحارب في غزة، لذلك لا يمكنها فتح جبهة جديدة ما لم تحظ بالدعم السياسي والعسكري والمادي من الولايات المتحدة".
وعليه، بالرغم من الحديث عن تسوية مرتقبة، إلّا أنَّ المؤشرات توحي عكس ذلك، إذ إنَّ المنطقة تغلي، فيما يبقى تحصين الوضع اللبناني الداخلي السبيل الوحيد لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.