خامس توغّل في «الزيتون»: العدو يهرب من فشل إلى آخر
توغّل جيش الاحتلال، أمس، في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، للمرة الخامسة منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في القطاع، قبل أكثر من ثمانية أشهر، وذلك في محاولة للبحث عن أي إنجاز يحقّق الأمان لـ «محور نتساريم» المحاذي للحي من الجهة الجنوبية. ومشكلة القوات التي تنتشر في المحور الذي يقسم القطاع إلى جزءين شمالي وجنوبي، أنها لم تذق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، طعم الهدوء، حيث تتناوب الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة على استهداف مواقع جيش الاحتلال والحواجز المستحدثة بقذائف الهاون والصواريخ التكتيكية من عيارات مختلفة. وفي حي الزيتون، يواجه العدو في كل مرة يتوغّل فيها مقاومة أكثر شراسة من ذي قبل، وكأنّ المقاومة تدرس تكتيكات كل هجوم، وتحضّر خطتها لليوم التالي من الانسحاب. وهذا ما كان عليه المشهد الميداني في الحي، أمس، حيث أعلنت «كتائب القسام» تفجير عين نفق مفخّخة بقوة راجلة شرق الحي، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح. كما قالت إن مقاوميها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تفجير منزل مفخّخ بقوة صهيونية خاصة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، ما استدعى هبوط طائرة مروحية من نوع «بلاك هوك» لإجلاء القتلى والمصابين.
وفي غضون ذلك، أبلغت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عن قصف «محور نتساريم» بالعشرات من قذائف الهاون، وقالت «سرايا القدس» إن مقاوميها قصفوا المحور بوابل من القذائف النظامية الثقيلة، كما أعلنت أنها استهدفت المحور ذاته برشقات من صواريخ «107»، في حين ذكرت «كتائب القسام» أنها قصفت القوات المتوغّلة شرق حي الزيتون بوابل من قذائف الهاون. أما في مدينة رفح جنوبي القطاع، فقد حمل، أمس، زخماً عملياتياً كبيراً. وتركّز القتال في محور تل السلطان غرب المدينة، فيما أعلنت «هيئة البث الإسرائيلية» أن جيش الاحتلال يتوقّع إنهاء العملية البرية في مدينة رفح بعد أسبوعين. وتمكّنت «كتائب القسام» من استهداف دبابة «ميركافا» بقذيفة من نوع «الياسين 105» في الحي السعودي في تل السلطان. كذلك، أعلنت قصف القوات المتمركزة في جنوب وجنوب غرب تل السلطان بقذائف الهاون. وفي وقت لاحق مساء أمس، تمكّن مقاومو «القسام» من تفجير ثلاث آليات عسكرية، بقذائف «الياسين 105». كذلك أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّنها من قصف القوات المتوغّلة في تل السلطان بوابل من قذائف الهاون الثقيلة.
إلى ذلك، بثّت «كتائب القسام» مقطعاً مصوّراً أعلنت فيه أن جيش الاحتلال قتل اثنين من أسراه خلال قصف جوي استهدف مدينة رفح، وخاطبت المجتمع الإسرائيلي بعبارة «جيشكم يريد عودة الأسرى في توابيت». ويأتي هذا في وقت بدأت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تقرّ، بعدما استهلكت عملية رفح نفسها، بأن الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو إبرام صفقة تبادل، تفضي إلى نهاية الحرب. وكان جيش الاحتلال أعلن أنه شارف على إنهاء العمليات العسكرية في القطاع، وادّعى أنه «تمكّن من تقويض الجزء الأكبر من قدرات حماس العسكرية».