صيف جزين مختلف هذا العام!
ليست جزين في أحسن أحوالها، تماما كما بقيّة البلدات الجنوبية، فصحيحٌ أن شظايا الحرب الجنوبية لم تُصبها بالمعنى الحرفي والعسكري للكلمة، إلا أنها أصابتها وبعمقٍ، اقتصاديّا ومع حلول موسم الصيف والسياحة.
الجميع في ترقّب وخوف ممّا قد يحصل في الايام والأسابيع المقبلة، وما إذا كانت ستتطوّر المواجهات الجنوبية أكثر لتشمل مناطقَ أكثر أو حتى لبنان بأكمله، وهذا المشهد ينسحبُ على جزين التي يعيشُ أهلها في قلق من الآتي، والحركة الخجولة فيها أبلغُ تعبير عن ذلك.
يشيرُ رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش إلى أن أهالي جزين الذين في العادة يصطافون فيها خلال فترة الصيف لا يزالون يتريّثون بانتظار المستجدّات الأمنية، كما أن حركة السياحة لا تزال خفيفة.
ويوضح حرفوش، في حديث لموقع mtv، أن السياحة تشكّل العمود الفقري للبلدة، إلى جانب الزراعة والتصنيع الزراعي، إلا أن الواقع على الأرض اليوم لا يُنبئ خيرا، و"الاقتصاد الجزّيني في وضعٍ يُرثى له".
ويضيف: "في العام الماضي، عشنا إزدهارا سياحيّا كبيرا، إلا أننا تأثّرنا بشكلٍ كبير هذا العام بالتطورات جنوبا، علما أن أصوات الاعتداءات هي فقط ما يصلُ إلى جزين فهي لم تتعرّض لأي ضربة، والاستهداف الوحيد كان لجبل الريحان التابع لقضاء جزين".
لكن ورغم كل ما تقدّم ذكره، تناضلُ البلدة وتمشي عكسَ التيار، وهي تقوم بعددٍ من النشاطات في الساحة وبالقرب من مبنى البلدية من أجل تنشيطِ الحركة ونفخ الحياة والزخم فيها، ويقول حرفوش: "جزين عانت الكثيرَ في الماضي وها هي اليوم تعاني مجددا، وما نقومُ به يشكل تحدّيا حقيقيا، إذ نحاول بقدر ما نستطيع أن نبثّ أجواءَ مختلفة، وها نحن نستعدّ منذ الآن للاحتفال بعيد السيدة في منتصف آب المقبل، من خلال مهرجانٍ يستمرّ 5 أيام، سيشملُ عددًا كبيرا من الأنشطة لجذب الاهالي والسياح".
مهمّة تبدو صعبة في لبنان هذا الصيف، في ظلّ الغيمة السوداء التي تعبق بها سماؤنا، والمناطق الجنوبية تتجرّعُ الكأس الأمرّ... بانتظار دخانٍ أبيضَ ما، نتمنّاه قريباً