إنجاز لودريان الوحيد... update في عين التينة
كان لافتاً إجراء مكتب الإعلام في عين التينة update على مصطلح "الحوار"، مستبدلاً إياه بمصطلح "التشاور"، خلال تعميم خبر استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ما حمل على التساؤل اذا ما كانت تحمل رسائل إيجابية للفريق الآخر الرافض لفكرة الحوار، على اعتبار أنه عرف يحلّ مكان الدستور، بينما المطلوب هو الدعوة الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية وصولاً الى انتخاب رئيس للجمهورية.
إلا أن تبديل التسمية لا يبدو أنه يتعدّى حدود اللياقات الأدبية والديبلوماسية مع لودريان، الذي نُقل عنه أنه هو صاحب الفكرة، من باب تقريب المسافات وتسويق طرح الجلوس على الطاولة للتفاهم.
هذا الإنجاز الوحيد الذي يمكن تسجيله في سجلّ الجولة الفرنسية الإستطلاعية، فلا جديد في جعبة الرجل، وإحدى الشخصيات وصفتها بأنها "ما بتقرّب وما بتأخّر".
علّق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى على استخدام عين التينة لمصطلح التشاور بالقول: "قال الرئيس بري منذ البداية بأنه أياً تكن التسمية يجب أن يكون هناك تواصل بين الفرقاء، أكان تحت اسم حوار او تشاور، ولم يتغيّر أي شيء بهذا الخصوص".
وأضاف موسى، في حديث لموقع mtv "بري يريد أن يحصل تواصل بين الفرقاء وبدون شروط مسبقة، والخطة التي طرحها واضحة".
ورداً على سؤال عن زيارة لودريان، قال: "لم يحمل الموفد الفرنسي معه أي جديد، إلا تجديد الدعوة للبنانيين للجلوس مع بعضهم والتشاور فيما بينهم من أجل الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية"، موضحاً أنه لم يطرح موضوع الدعوة لحوار في فرنسا.
وتعليقاً على مطالبة بري بالدعوة الى جلسة انتخابية مفتوحة، أشار موسى الى أن "الدعوة لأي جلسة متوقفة على أن تكون لها نتائج، والمطلوب اليوم هو حصول تفاهم بين الفرقاء من أجل الذهاب الى جلسة وانتخاب رئيس، وأقرب طريق لهذا الموضوع، وكان يجب اتباعه منذ زمن، هو التواصل والحوار من أجل التوصل الى ما يقتضيه الدستور وتأمين الانتخاب. ومبادرة بري موجودة كما المبادرات الأخرى، لكنها تحتاج الى قبول الفرقاء".
ورأى أن "الانتخاب واجب وطني ومصلحة وطنية، لكن الأمر يحتاج الى اتفاق بين اللبنانيين. وكل ما يقوم به الخارج لمساعدة لبنان يجب ملاقاته لبنانياً أولاً. فاللبنانيون هم الذين سينتخبون الرئيس".
وفي المحصلة، "لا شعور لدينا بأن الأمور تتقدّم"، يقول موسى، واذا لم تتقدّم لبنانياً هناك صعوبة بأن تتقدم في الخارج المنشغل بملفات كثيرة كما بحرب غزة.
ويختم موسى بالقول "وحدهم اللبنانيون قادرون على تعجيل الاستحقاق الرئاسي وفرض الأجندة الانتخابية على ما عداها من أمور".
إذاً، الأمور لا تزال تراوح مكانها، وسقف الخطاب العالي للودريان، وقبله بيان اللجنة الخماسيّة، لا يبدو أنه أحدث أيّ خرق يُذكَر.