3 دول أوروبيّة تعترف بفلسطين... "خلّوا المعنويّات عالية"!
"بدّا طول نفس... خلّوا المعنويّات عالية". بهذه العبارات، لخّصت الصحافيّة الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة واقعاً بدأنا نشهده بعد عامين من رحيلها. فأبو عاقلة، التي كنّا نأمل أن ترافقنا تغطيتها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس، أصابت حين شجّعتنا على "رفع المعنويّات".
ففي خطوةٍ غير مسبوقة، أعلنت كلّ من النروج وإسبانيا وإيرلندا اعترافها بـ"دولة فلسطين" إبتداءً من 28 أيّار الحالي. تزامن هذا الإعتراف مع قرارات الجنائيّة الدوليّة التي نصّت على محاكمة القادة الإسرائيليّين. بقدر أهمّيّتها، يمكن أن نقول إنّ هذه الأحداث هي إستثنائيّة، لأنّها قادرة على تشكيل نقطة تحوّل في مسار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
تعليقاً على ذلك، يصف مدير المكتب الإعلامي في سفارة دولة فلسطين في لبنان وسام أبو زيد ما حدث بأنّه "كلمة حرّة أطلقها العالم إلى جانب الحقّ وهي نتيجة صمود وبسالة شعبنا الفلسطيني وثباته على أرضه، كما نتيجة الجهد المستمرّ من قبل الدبلوماسيّة الفلسطينية في الأمم المتّحدة والمنظّمات الدوليّة بتوجيهات وتعليمات الرئيس محمود عبّاس والقيادة الفلسطينيّة".
ويتابع أبو زيد، في حديث لموقع mtv، أنّ "هذه الإعترافات أتت في ظلّ رفض إسرائيل المطلق لحلّ الدولتين وضربها عرض الحائط لكافّة الأعراف والمواثيق والقرارات الدوليّة وعدم التزامها بأيّ منها. كما في ظلّ التصريحات المتتالية لرئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرّفين وعدم قبولهم بأيّ حل تزامناً مع العدوان الغاشم والمستمر على قطاع غزة والاجتياحات المستمرة للمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والاقتحامات اليومية للمقدسات الاسلامية والمسيحية خصوصاً في مدينة القدس".
ويضيف: "الخطوات التي قامت بها الدولة الفلسطينيّة، من توجّهها إلى مجلس الأمن والتصويت على قرار حصولها على العضويّة الكاملة، والذي صوّتت عليه 12 دولة في حين امتنعت دولتين، إضافةً إلى الفيتو الأميركي، كما التوجّه إلى الجمعيّة العموميّة والتصويت الذي حصلت عليه من قبل 143 دولة، من الأحداث المهمّة التي مهدّت لهكذا أحداث"، لافتاً إلى أنّ "القرارات الحاليّة رسالة واضحة من المجتمع الدولي للإعتراف بالحقّ الطبيعي والقانوني والتاريخي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كسائر شعوب العالم".
وأمل أبو زيد، من مختلف دول العالم، أن "تُقدم على الاعتراف بدولة فلسطين لأنّها تكون بذلك قد وضعت نفسها على السكّة الصحيحة، خصوصاً وأنّ من مصلحة الدول كلّها، ليس فقط الأوروبيّة، أن تعترف بفلسطين والوقوف عند مسؤولياتها والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ".
لا شيء يدوم الى الأبد. هذا ما أثبتته التجارب التاريخيّة، وهذا ما ستثبته القضيّة الفلسطينيّة أيضاً. فالظلم، مهما كبر، لن يقوى على إنسانٍ يحبّ أرضه. لذا، "خلوّا المعنويّات عالية"!