عميل لبنانيّ جديد: إسرائيل اخترقت بيئة حزب الله الحاضنة
بعد أقل من أسبوع على إلقاء القبض على عميل لبنانيّ اعترف بالتخابر مع العدو الإسرائيليّ والتعاون معه، تمكنت الأجهزة الأمنية وتحديدًا شعبة المعلومات من القبض على مواطن لبنانيّ آخر، قدّم معطيات أمنية حول قادة حزب الله مقابل الحصول على مبالغ ماليّة.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "المدن"، فإن العميل اللبنانيّ من عائلة حاريصي، من بلدة دير كيفا، التي قدّمت الكثير من الشهداء خلال عدوان أيلول الماضي، كما أنه، بحسب المعلومات، عسكريّ في صفوف حزب الله، وعدد من أفراد عائلته ينتمون لحزب الله أيضًا، وشاركوا في عدة معارك.
منذ أشهر، وقبل بداية الحرب الإسرائيليّة على لبنان، سافر حاريصي لتُركيا، وهناك بدأ تواصله مع شبكات معروفة بارتباطها المباشر بالعدو الإسرائيليّ، ومن ثمّ تواصل معهم هاتفيًا واتفق معهم على التعاون والعمل مقابل دعمه ماليًا.
مراقبة شخصيات أمنية
طُلب منه التفرّغ لمراقبة بعض الشخصيات الأمنية في حزب الله تمهيدًا لاغتيالها، حيث قدموا له صورًا عن كل شخصية سيراقبها، وبعض التفاصيل الشخصية عنهم، طالبين منه معاونتهم ومراقبة القادة الأمنيين وتسجيل كل تحركاتهم وأسماء الأماكن التي يترددون اليها بشكل يوميّ. وكان الهدف من هذه المعلومات، البدء بتجهيز ملف هذه الشخصيات ومراقبة أسلوب حياتهم. كانت هذه المعلومات كفيلة بمساعدة العدو الإسرائيلي على اختراقهم بسهولة واغتيالهم في جنوب لبنان.
تردّد حاريصي لتركيا عدة مرات. هناك تمكن من التواصل معهم بسهولة والاجتماع بشخصيات إسرائيليّة. وقد ُطلب منه أيضًا تدوين معلومات حول أسماء بعض القرى الجنوبية، وأماكن تواجد مراكز حزب الله فيها. ولكون حاريصي معروف بانتمائه وعائلته لحزب الله، فكان صيدًا ثمينًا لإسرائيل كي تتعرف أكثر على بيئة حزب الله الحاضنة، أي التفاصيل الشخصية حول مجموعة من القادة، وبعض المعلومات الأمنية حول مخازن الأسلحة وأماكن تجمع الشخصيات الأمنية والعسكرية، وكيفية تسلّم الأسلحة ونقلها وتوزيعها داخل المخازن، إضافة إلى عناوين منازل القادة الأمنيين في حزب الله.
وحسب مصادر قضائية لـ"المدن" "قدموا له الكثير من الصور الشخصية لقادة في حزب الله، وطلبوا منه مراقبتهم وملاحقتهم بشكل يوميّ، وهذه الصور كانت لأشخاص محددة لم يتمكنوا بعد من تجميع معلومات كثيرة عنها، وبعد فترة قصيرة نجح حاريصي في تقديم كل ما طُلب منه".
قضائيًا، ختمت النيابة العامة التمييزية ملف التحقيقات الذي أنجز لدى شعبة المعلومات، وخلال التحقيقات اعترف حاريصي بتواصله مع شخصيات عديدة إسرائيليّة، وأفاد أنه وافق على التعاون والتواصل بشكل مستمر لمساعدة إسرائيل في خرق حزب الله، على أن يتلقى مبالغ مالية تجاوزت الـ20 ألف دولار أميركي، وهي بدلًا عن الخدمات التي قدمها. وأحيل ملفه للقضاء العسكري.
اختراق البيئة الحاضنة
الواضح إذن أن بيئة حزب الله اخترقت من داخلها، ما أدى إلى تسرب معلومات أمنية حول قادة حزب الله وتحركاتهم، الأمر الذي ساعد إسرائيل على تنفيذ عمليات إغتيالهم بسهولة خلال حرب أيلول الماضية، خصوصًا بعد أن حصلت على بنك من المعلومات جراء التنصت على أجهزة اللاسلكي والـpagers. واستكملت مهمتها ميدانيًا في خرق بيئة حزب الله من خلال دعم "عناصر" أو مقربين من حزب الله ماديًا لإفشاء معلومات أمنية عن الحزب.