"الخماسية" بلا خرق..الرئاسة تنتظر نتائج حرب غزة
تسعى"اللجنة الخماسية" عبر سفرائها إلى تزخيم حراكها في الأيام المقبلة، بعد البيان الذي أصدرته السفارة الأميركية في لبنان، عن مضمون الاجتماع الذي عقده سفراء المجموعة الخماسية، والذي شدد على "أهمية ذهاب المكونات السياسية إلى مشاورات محدودة النطاق والمدّة، فلا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد فانتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية". وكرر السفراء موقفهم الموحّد والذي تم التعبير عنه في "بيان الدوحة" الصادر في تموز الماضي.
يتحرك السفراء في الأيام المقبلة تجاه القوى السياسية لاستطلاع رأيها من مسألة التشاور والتي حملت تفسيرات متضاربة لا سيما بين عين التينة ومعراب، على أن يحملوا خلاصة اجتماعاتهم إلى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، علماً أن السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بدأ نشاطه سريعاً بعد اجتماع عوكر حيث زار رئيس حزب "القوات اللبنانية"سمير جعجع ووضعه في أجواء اللقاء الذي حصل.
يواصل المقربون من الرئيس بري التأكيد أن "بيان الخماسية" يصب في خانة مبادرته الحوارية والتي أطلقها في أيلول الماضي لمدّة أقصاها سبعة أيام ومن ثم الذهاب إلى جلسات انتخابية مفتوحة، في حين أن "القوات" تظن ان بيان "الخماسية" ليس إلا تأكيد على ما تنادي به لجهة أن تكون المشاورات غير موسعة وان تكون على غرار ما دعت اليه "كتلة الاعتدال".
ورغم كل الكلام المتكرر عن محاولات حثيثة لتذليل العقد أمام الاستحقاق الرئاسي خلال الشهر الحالي والشهر المقبل، فإنه من الناحية الفعلية لا خرق يذكر في هذا الموضوع، فلا "الثنائي" تزحزح عن موقفه في ربط الانتخاب بالتوافق، ولا الفريق الآخر أظهر ليونة تجاه انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لذلك فإن التحركات التي قامت بها "اللجنة الخماسية" التي أشاعت في بعض المحطات مناخات إيجابية أثناء اللقاءات التي أجرتها لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة، كذلك الأمر بالنسبة إلى "كتلة الاعتدال الوطني" التي ورغم إصرارها على إشاعة أجواء تفاؤلية، لم تؤد عملياً إلى أي نتيجة يمكن البناء عليها، علماً أنها تتجه إلى تطوير مبادرتها عبر اضافة بعض التعديلات عليها بما ينسجم مع مواقف الكتل وذلك من خلال الدعوة إلى عقد جلسة تشاورية للبحث في الإنتخابات الرئاسية على غرار الجلسة التي عقدت بين ممثلي الكتل النيابية وسبقت جلسة مجلس النواب الاربعاء الماضي وخصصت للبحث في هبة المليار يورو الأوروبية.
ستشهد الأسابيع المقبلة تفعيلاً لدور باريس عبر زيارة المندوب الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، وسط حديث عن تنسيق هذا الدور مع واشنطن، من خلال التواصل بين لودريان ومساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف والسفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون التي سوف تغادر إلى بلادها قريبا ولأيام معدودة.وتتوقع أوساط مراقبة عدم قدرة هذه المحاولة الفرنسية على تحريك الملف الرئاسي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ووسط اقتناع سفراء "الخماسية" بصعوبة الفصل بين ملف لبنان وغزة في ظل ما يسمى بوحدة الساحات.
وعلى الرغم، من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدم ربط الملف الرئاسي بالحرب على غزة، إلا أن هذا الربط بدا أمراً واقعاً وفرض نفسه على الجميع، إذ أن الرهان على زحزحة المواقف وإعادة خلط الأوراق التي قد تنتج تفاهمات إقليمية مؤاتية هو بحد ذاته يشكل عامل ربط بين الملفين ويجعل من انتظار نتائج حرب غزة ذات مغزى وأثر في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.
وعليه، سيبقى الملف الرئاسي معلقاً بانتظار نضوج ظروف التسويات الاقليمية وانتهاء الحرب على غزة، لكن يبقى الترقب سيد الموقف، فالرهانات قد لا تكون أحيانا كثيرة في محلها، وسط قلق شديد في الأوساط المحلية من انزلاق الوضع إلى حرب مفتوحة، إذا لم تنجح المساعي الأميركية في طي صفحة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاصة وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتبر أن معركة رفح حاسمة.