هل ينتظرنا صيفٌ ساخن أمنيّاً؟
كوضوح الشمس، المعادلة راسخة: "لا وقف لاطلاق النار في غزّة على المدى المنظور"، بالتالي سيرفع هذا الامر من منسوب الخطر في الجنوب اللبناني ويزيد من النوايا العدوانيّة الاسرائيليّة، كوْن الحرب بالنسبة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبحت كالاوكسيجين الذي يتنفسه ويبقيه على قيد الحياة، والدليل على هذا الكلام الرسائل التهديديّة التي ترد على لسان وتصريحات القيادات العسكريّة الاسرائيليّة في أكثر من مناسبة، والتي تصفها مراجع امنيّة في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم" بالجديّة حيث المخاطر من إقدام تل ابيب على عدوان كبير ترتفع، والخشيّة من صيفٍ ساخن ينتظرنا.
والبرهان القاطع على ذلك، التهديد الذي اطلقه امس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته الى موقع عسكري على الحدود مع لبنان، معلنا ان جيش بلاده "أبعد (حزب الله) عن خطوط التماس إلى مسافات كبيرة، وهذا لا يعني أنه اختفى، لكنه ليس موجوداً هناك". وأكد أن قواته "تسعى جاهدة للوصول الى هذا الوضع دون الحرب، لكن إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، فسنلجأ إليه، لأننا في النهاية لدينا التزام بالعقد بيننا وبين المواطنين". وتابع: "لدينا منظومات ناريّة كبيرة جداً وثقيلة جداً، وسنتأكد من تفعيلها إذا استدعت الحاجة وتوفرت الأسباب؛ عليك الاستعداد للمواصلة... هذا الصيف قد يكون حاراً".
وتكشف المراجع الامنيّة عينها، انّ الوضع متفجّر في كل الاتجاهات، والاسرائيلي ينوي الهجوم على لبنان، قد يصل الى شوارع العاصمة بيروت بشتى الوسائل، مبديا خشيته من ان تثبت الأيام صحّة هذا الكلام.
وتضيف: انظروا الى ما يجري في رفح بعدما تم نسف المفاوضات لمواصلة العدوان، فهذا الكيان "الوحش" لن يوقف الحرب الا اذا انتصر في معركته ضد "حركة حماس"، علماً انّ الضغط الميداني لكسب "استسلام سياسي" مفقود، وان كان ذلك على حساب الدماء الفلسطينيّة في غزة، واللبنانية في الجنوب.
الى ذلك، وعلى الرغم من انّ الوضع في الجنوب يستعد لترتيب دبلوماسي يمكن الاستفادة منه عند الوصول الى اتفاق ما لتطبيق القرار الدولي 1701 وعودة النازحين الاسرائيليين الى المستعمرات الشماليّة، لكنّ في المقابل ثمة رغبة خفيّة كبيرة لدى نتنياهو بعدم وقف إجرامه قبل تدمير الهيكل على رأسه ورؤوس الجميع.