التحضير لطاولة الحوار بدأ...ورسالة رئاسية في ذكرى الحرب

اتخذ ملف استكمال بسط سلطة الدولة واحتكارها للسلاح الذي صار في الآونة الأخيرة الملف شبه الأحادي الذي يحتل الأولوية المتقدمة أبعاداً سياسية ووطنية ومعنوية واسعة في تزامن تقدم تداوله مع احياء الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان في 13 نيسان 1975 نظراً إلى الظروف المفصلية التي يقف عندها لبنان اليوم في مسائل السلاح والحرب والسلم بعد الحرب المدمرة الأخيرة التي كانت ارضه مسرحا لها.
وسيوجه رئيس الجمهورية جوزف عون رسالة إلى اللبنانيين مساء اليوم عشية الذكرى الخمسين لـ"13 نيسان".
وكتبت" النهار":تترقب الأوساط السياسية والشعبية مآل الجدل المتسع حيال الآلية التي يفترض أن تبلورها الدولة كلا في ملف نزع سلاح "حزب الله" ، ويبدو من الواضح أن هذا الاستحقاق بات بمثابة المسار الذي يشكل المحور الأساسي الذي تتوقف عليه الصورة المقبلة للبنان كلا سواء على الصعيد الأمني والحدودي أو على الصعيد الاقتصادي بعدما ربط الدعم الخارجي للبنان بملف نزع السلاح.
وذكرت "نداء الوطن" أن الكلمة ستذكّر بالمآسي التي مرت على لبنان والثمن الباهظ الذي دفعه البلد والشعب من جراء الحروب. وسيدعو إلى استخلاص العبر واستغلال الفرص وأهمها الفرصة المتاحة حالياً لإعادة بناء الدولة. وسيؤكد رئيس الجمهورية الثوابت الوطنية التي ورد قسم كبير منها في خطاب القسم والتي هي كفيلة بحماية لبنان من تكرار الحرب وتحييد البلد عن صراعات الآخرين.
وفي السراي، عقد مجلس الـوزراء جلسته برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام الذي دعا إلى دقيقة صمت وطنية شاملة ظهر غد الأحد حيث تتوقف فيها الحركة في كل مكان من لبنان لنجتمع جميعنا كلبنانيين تحت شعار "نتذكر سوا لنبني سوا".
وسيعود مجلس الوزراء اليوم لمتابعة البحث في إقرار موضوع إصلاح المصارف، على أن يزور سلام بعد غد الإثنين دمشق على رأس وفد رسمي ويجري محادثات مع الرئيس أحمد الشرع
وكتبت" الديار": في ظل الاجواء الملبدة في المنطقة، فان «بقعة الضوء» التي فتحها التواصل المباشر بين الرئيس جوزيف عون وحزب الله، وتعزيز العلاقة والثقة بينهما، حسب اوساط الطرفين، يمكن البناء عليهما لمعالجة كل المواضيع ومنها سلاح الحزب.
وفي المعلومات ان الاستعدادات لعقد طاولة الحوار قد بدأت بهدوء، وعندما تنتهي النقاشات حول برنامج العمل سترسل الدعوات، وان ردود الفعل على عقد الطاولة ايجابي جدا من كل القوى السياسية والفاعليات، باستثناء «القوات اللبنانية» المتمسكة بعدم جدوى الحوار مع الحزب حول سلاحه، وضرورة الحسم سريعا مهما كانت النتائج . واشارت المعلومات الى ان ما نقل عن
الرئيس عون حول ليونة حزب الله في ملف سلاحه، حظي باهتمام واسع من معظم السفارات في بيروت، وهذا ما يؤشر إلى دعم دولي وعربي للحوار،
وتقول المعلومات ان هناك تقديرا واضحا من قيادة حزب الله لدور الرئيس جوزيف عون وحكمته وعقلانيته في مقاربة الامور، بالإضافة الى الاشادة بجرأة مواقفه في فرنسا امام الرئيس ماكرون والموفدة الاميركية اورتاغوس، وتحميله الاحتلال «الاسرائيلي» مسؤولية هز الاستقرار، من خلال مواصلة احتلال النقاط الخمس والاغتيالات.
وغداة موقف الرئيس عون من حزب الله امس، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أن «حزب الله، منفتح على أي مسار حواري داخلي تطلقه الدولة اللبنانية لمعالجة الملفات العالقة، خصوصا أن المواقف الرسمية اللبنانية أظهرت إدراكاً عميقاً لأهمية الحوار في حماية الإستقرار الداخلي، الذي تهدده المواقف والسياسات الأميركية
خدمة لإسرائيل». وقال: «إن الضغط على الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله على حد تعبيرهم، ومحاصرة لبنان مالياً، ومنع المساعدات عنه، وإعاقة عملية إعادة الإعمار، واختلاق الأكاذيب المفبركة حول دور مرافئه، وآخرها إستهداف مرفأ بيروت بهدف إخضاعه للوصاية الأمنية الأميركية، مضافاً إلى تغطية الإغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، يشكل تهديداً مباشراً للإستقرار اللبناني». واعتبر فياض أن «المواقف الداخلية العدائية والإستفزازية، تؤدي دوراً خطيراً، في الإحتقان الداخلي وتعميق الإنقسامات داخل المجتمع اللبناني، لأنها مواقف تتجاوز دائرة السياسة إلى قضايا جوهرية تتعلق بالمصير والأرض والأمن والحق بحياة طبيعية لمكوِّن أساسي من المكونات اللبنانية»
واعتبر قيادي في «الثنائي الشيعي» ل"اللواء" ان مشكلة
الحلفاء والخصوم في التعاطي مع ملف السلاح وكأنه لعبة أو هدية نهديها أو نتنازل عنها وانتهى الموضوع، فيما المسألة ترتبط بترتيبات أساسية وجوهرية في الدولة والجيش والسياسة والنظام اللبناني ككل، أو بمعنى أوضح فان حل ملف السلاح ضمن الاستراتيجية الدفاعية مرتبط بتعديلات جوهرية وبإعادة نظر شاملة في الطائف والدستور والنظام السياسي.
يقول القيادي ان الأولوية اليوم هي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب العدو من كل الأراضي اللبنانية المحتلة ونحن لا نتحدث هنا عن النقاط الخمس التي احتلها العدو بعد عدوان أيلول بل عن كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، وبالتالي أنا لا أكشف سرا إذا أعلنت بان ترتيب ملف السلاح مع الدولة اللبنانية لن يبدأ بمعزل عن بدء الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية مفاوضات جديّة مع الدول الداعمة للعدو لوقف العدوان أولا ولتقديم رؤيا شاملة حول انسحابه من كل الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وبصريح العبارة أقول ان موافقة الحزب على البحث في أي استراتيجية دفاعية لن يبدأ قبل تحرير كل الأرض وبسط الجيش اللبناني سلطته على كل حبة تراب من الجنوب اللبناني، ووقف استباحة العدو للبنان برا وبحرا وجوا.