أصوات صغيرة.. أحلام كبيرة: معركة المجلس البلدي للأطفال انطلقت في صيدا

في خطوة لافتة وبعد انقطاع ، أطلقت الشبكة المدرسية في صيدا والجوار مبادرة تربوية جديدة تحت عنوان "المجلس البلدي للأطفال"، تهدف إلى غرس مفاهيم الديمقراطية والعمل البلدي في نفوس التلاميذ منذ سن مبكرة.
وتُعد هذه المبادرة تجربة تعليمية مميزة، تتيح للطلاب التعرّف عن كثب على آلية العملية الانتخابية، بدءًا من الترشّح والتصويت، وصولًا إلى اختيار ممثليهم الأكفاء، بما يعزز لديهم روح المشاركة والشفافية. كما تسعى إلى تنمية حسّ المسؤولية والعمل الجماعي، وتشجيعهم على التفكير بوضع خطط تنموية تسهم في خدمة مدينتهم.
وقد انطلقت فعلياً "الانتخابات البلدية المبكرة" داخل عدد من مدارس صيدا، حيث بدأت مشاهد الحملة الانتخابية تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي والأروقة الصفّية، من رفع صور المرشحين ونشر برامجهم الانتخابية، إلى احتدام المنافسة بين الطلاب في أجواء يسودها الحماس والنقاش البنّاء، وذلك تحت إشراف إدارات المدارس التي تلعب دوراً محورياً في التوجيه والإرشاد وتوفير بيئة تربوية تحاكي الواقع الديمقراطي بأسلوب تربوي هادف.
وتأتي هذه التجربة في بيئة مدرسية آمنة، خالية من الحسابات السياسية والمصالح الضيقة، ما يشكل أرضية خصبة لإعداد جيل واعٍ، نزيه، ومؤهل لتحمل المسؤولية العامة في المستقبل.
وتزامنًا مع اقتراب الانتخابات البلدية في لبنان، تحمل هذه المبادرة بُعدًا رمزيًا عميقًا، لعل في أحلام الأطفال وطموحاتهم البريئة ما يُلهم الكبار من المرشحين والسياسيين ، ويذكّرهم بجوهر العمل البلدي القائم على خدمة الناس وتنمية المجتمع.