إسرائيل تتطلّع إلى أبعد من الـ1701... وعلى لبنان التنبّه!

تمارس إسرائيل في الآونة الأخيرة سياسة الترغيب والترهيب مع لبنان. ففي حين تبدي استعدادها، على ما حصل في الاجتماع الأخير للجنة مراقبة وقف اطلاق النار في الناقورة، للمضي قدما في تطبيق القرار 1701 والانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها وتسوية النقاط الـ 13العالقة على الحدود الجنوبية، إضافة الى اطلاقها المعتقلين اللبنانيين لديها، هي تعمل على تكريس احتلالها ليس للنقاط الخمس التي لم تنسحب منها من المرتفعات الجنوبية وحسب بل لاجزاء واسعة من الأراضي التي حولتها لمنطقة عازلة تستحيل الحياة فيها بعدما دمرت منازلها وجرفت أراضيها مقتلعة البشر والشجر منها، انما هي تعمد الى اكثر من ذلك بكثير سواء من خلال استهدافها للجنوبيين العائدين او حتى من خلال مواصلة مقاتلاتها الجوية الاغارة على الجنوب والبقاع والمناطق اللبنانية كافة في خرق واضح وفاضح لوقف النار وتطبيق القرار 1701. كما ان قواتها العسكرية سهلت اخيرا ادخال مئات اليهود للصلاة في قبر الحاخام (راب اشي) الموجود جزء كبير منه داخل الأراضي اللبنانية، ويقع على تلة الشيخ العباد اللبنانية وذلك في خطوة ترافقت مع الحديث عن ان المنطقة قابلة لتكريس احتلالها والاستيطان فيها باعتبارها كانت قديما ارضا يهودية.
رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات العميد الركن المتقاعد هشام جابر يقول لـ "المركزية": "لا شك في ان إسرائيل كعادتها تعمل على تجميع العدد الاكبر من الأوراق اللبنانية بين يديها سواء كانت جغرافية ام سياسية وعسكرية. كونها تتطلع الى تحقيق ما هو ابعد من القرار 1701 الذي وافق الجميع عليه مرغماً بدفع من الولايات المتحدة الأميركية. هي لم تخف ذلك وقد افصحت بالامس عن رغبتها في الوصول الى التطبيع مع لبنان وسوريا وانضمامهما الى الاتفاقيات الابراهمية التي ترمي الى تحقيق السلام في المنطقة واقامة ما يعرف بخط داود والعديد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية. وما التأكيد على نزع سلاح حزب الله سوى مقدمة لذلك".
ويتابع: "في مفاوضات الناقورة امس جرى الحديث من قبلها عن تشكيل لجان دبلوماسية. هذا ينطوي على الكثير من الابعاد والمخاطر الموجبة الرد والرفض بإصرار لبنان على ان تكون اللجان عسكرية فقط، مهمتها محصورة في تحرير الأراضي المحتلة من النقاط الخمس وما يستتبعها من منطقة عازلة عملت القوات الإسرائيلية على اقامتها بعد تجريفها، إضافة الى تثبيت الحدود والنقاط موضع الخلاف. ورد في بيان الناقورة ان إسرائيل تريد تسوية الخلافات الحدودية. على لبنان التنبه لذلك عبر التمسك بتثبيت الحدود المرسمة وفق اتفاقية رودوس العام 1949 (الهدنة) وليس الخط الأزرق الذي يقتطع الاف الدونمات من الأراضي اللبنانية ومنها في تلة العباد التي رتبت تل ابيب زيارات للمتدينين "الحريديم" اليها بحجة انها أراض إسرائيلية ولا يستبعد ان تضمها الى ملف المفاوضات مع لبنان".