معركة تعيين حاكم مصرف لبنان تشتعل وسط تجاذبات سياسية ودولية

بعد نيل حكومة العهد الأولى الثقة، نشطت الكواليس السياسية للعمل على التعيينات في المراكز الشاغرة، سواء العسكرية منها أو الإدارية. وبينما تم حسم بعض المواقع العسكرية، تبقى معركة تعيين حاكم مصرف لبنان الأكثر سخونة، نظراً لحساسيتها البالغة واهتمام الولايات المتحدة بها، خصوصاً في ظل مراقبة أموال الإعمار القادمة وشفافية صرفها.
في هذا السياق، تبرز عدة أسماء مرشحة للمنصب، فيما يخوض أحد المصرفيين الكبار معركة لإيصال كريم سعيد، شقيق النائب السابق فارس سعيد، إلى سدة الحاكمية. هذا المصرفي، الذي تعمد تسريب صوره خلال حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يسعى لإقناع الجهات المعنية بأن خيار سعيد يحظى بدعم أميركي.

ويُذكر أن كريم سعيد تبنّى دراسة Growth Lab مع جامعة هارفارد، وهي خطة تنص على تصفير أموال المودعين في المصارف، ما يثير تساؤلات حول مدى قبول هذا الطرح من قبل كل من الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام. فهل ستدعم الإدارة الأميركية هذه الخطة بالفعل، أم أن ما يروّج له المصرفي يهدف فقط لحماية مصالحه ومصرفه على حساب أموال المودعين اللبنانيين؟
المعركة لا تزال مفتوحة، فيما تتجه الأنظار إلى القرار الحاسم الذي سيحدد مستقبل السياسة النقدية في لبنان.