أبو فاعور: أميركا فاتحت مسؤولين لبنانيين كبار بالصلح مع اسرائيل وقد تمّ رفض الموضوع

أكد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور أنه لم يشارك في تشييع أميني عام حزب الله حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين، كما نأى الحزب التقدّمي الإشتراكي بنفسه عن المشاركة لأن التشييع أخذ طابَعَ احتفال سياسيٍّ في جزءٍ كبيرٍ منه، قائلاً: "دُرس الأمر وكنّا سنشارك، ولكن تمّ اتخاذ القرار بتحييد أنفسنا عن هذا المشهد السياسيّ الذي كان يُقصد منه إيصال رسائل سياسيّة معيّنة، وعليه سيكون هناك زيارة حزبيّة لتقديم واجب العزاء، لأنه في اليومين المقبلين سيفتح حزب الله باب التعزية".
وأكد أبو فاعور في حديث الى "الحرة" أن كلام الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في التشييع كان كلاماً عقلانيّاً ويمكن البناء عليه، ولكن الحضور الإيراني شكّل رسالة واضحة أن إيران لن تُخلي لبنان كليّاً، وهناك شكوك حول دورٍ إيراني ما زال جارياً في لبنان لا يحترم القوانين اللبنانية، إن كان في الطيران أو في غيره من الأمور، وتوجه لإيران قائلا: "خلّي لبنان يِتنفَّس"، مضيفاً إن لبنان ليس حديقة خلفية لأحد، ولبنان لا يستطيع أن يحتمل أن تفكر إيران أنه حديقة خلفيّة لها، نحن لا نريد أن يكون لبنان خاضعاً لأي سيطرة خارجيّة، كما لا نريد أن نخرج من الوصاية الإيرانية كي نذهب الى وصاية أخرى، فما يحاول رئيسا الجمهورية والحكومة رسمه هو أن يكون لبنان بمنأى عن كل هذه الأمور".
واوضح أبو فاعور أنه في المرحلة المقبلة سيتعزز المنطق الداعي الى الصلح مع اسرائيل وهنا ستكون الطامة الكبرى التي من الممكن أن تخلق نزاعاً داخليّاً في لبنان، والإدارة الأميركية الحالية ستدفع في اتجاه الصلح مع اسرائيل، وقد فاتحت مسؤولين لبنانيين أساسيّين وشخصيات كبيرة في لبنان بهذا الأمر، الذي تمّ رفضه، قائلاً: "لم يتكلّم أحد معنا بهذا الموضوع لأن موقفنا معروف، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه مع اسرائيل هو اتفاقية الهدنة".
وإذ أكد أبو فاعور أنه لا يستبعد أن يتمّ فرض الصلح مع اسرائيل على لبنان الرسميّ، أشار الى أن المكوّنات الرافضة أكبر بكثير من تلك الراغبة، محذّراً من أن يخلق هذا الموضوع أزمةً داخليّةً كبرى، قد تقود الى صدامٍ بين اللبنانيين. ودعا الى مصالحة لبنانية-لبنانية أرضيتها مشروع الدولة، مشدّداُ على ضرورة تلقّف واستنباط كل الرسائل الإيجابية، وقال إن رئيسيّ الجمهورية والحكومة يستطيعان إيجادَ حدٍّ أدنى من المصالحة في الخيارات بين المكوّنات اللبنانية، مشيراً الى أن حزب الله أساس في التوازنات اللبنانية الداخلية ولا يمكن تجاوزه، وعلى القوى السياسيّة الراشدة والعاقلة أن تسهّل عودة حزب الله الى الدولة اللبنانية.
وإذ رأى أبو فاعور أن لبنان يقوم بكل الإجراءات المطلوبة منه لسحب الذرائع الإسرائيليّة، سأل: هل الدول التي تتألف منها لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار مستعدة لممارسة الضغط السياسيّ على اسرائيل لوقف الاعتداءات على لبنان؟ وهل الإدارة الأميركية التي تستطيع في ليلة واحدة أن تأمر بنيامين نتنياهو بتنفيذ صفقة تبادل الاسرى في غزة، لا يمكنها إجبار اسرائيل على الإنسحاب من النقاط الخمس في جنوب لبنان؟ طبعاً يمكنها، وأضاف أبو فاعور "حتى الكلام الذي سمعناه على لسان بعض الزائرين الأميركيّين كلام غير مُطَمّئِن، وماهيّته بأن اسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان ما لم يتمّ تسليم سلاح حزب الله وتطبيق القرار 1559، ولا أفهم العلاقة بين الأمرين."