اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

من قلب العائلة إلى قلب الأمة: زينب نصرالله تتحدث عن والدها!

صيدا اون لاين

لم يكن الشهيد السيد حسن نصر الله قائداً عادياً فحسب، بل كان أيضاً الأب الذي احتضن الأمة بكل حب، والتي أصبحت يتيمة بعد فقده. في إطلالة على السيّد الأب، ضمن تغطية "السيد الأمة"، استضافت الميادين كريمته، زينب نصر الله، اليوم الخميس.
بدأت زينب حديثها بفخرها بأنها ابنة سماحة السيد حسن نصر الله، قائلةً: "فخر لي أن أكون ابنته".
وأوضحت زينب نصر الله أنها لم تتمكن من عيش طفولتها كما باقي الأطفال، بسبب الظروف المحيطة: "حُرمت من العيش حياة الابنة مع والدي نظراً لمهامه". وأضافت أن والدتها كان لها دور كبير في تربية الأسرة، حيث كانت متوافقة مع سماحته في أسس التربية، بسبب كثرة غيابه.
وحول طريقة تربيته، قالت: "كان السيد حازماً في المبادئ التي تربينا عليها"، مشيرةً إلى أنه كان نموذجاً للزوج المثالي، الذي يتسم بأخلاق أهل البيت عليهم السلام.
وأشارت إلى أن "سماحة السيد كان إنساناً شفافاً وعاطفياً وحنوناً، ولم يكن يفرض علينا شيئاً، بل كنا نتبع توجيهاته عن قناعة".
وفيما يتعلق بشقيقها الشهيد هادي، قالت أن "السيد لم يفرض عليه فكرة الجهاد"، مؤكدةً أن "استشهاد هادي زادنا قوة وثقة، وأعطانا دافعاً أكبر لمواساة عائلات الشهداء".
وتحدثت زينب عن اجتماعات العائلة، مشيرةً إلى أن الأحفاد كانوا يترقبون شهر رمضان، حيث كان السيد يخصص لهم إفطاراً لكل عائلة، حتى يشعروا بأهمية وجودهم. وأضافت أن القيود الأمنية لم تكن مقتصرة على حياته، بل امتدت بعد استشهاده، إذ حُرمت العائلة من زيارة ضريحه بسبب الوضع الأمني.
كما تحدثت عن زوجها الشهيد حسن قصير، الذي استُشهد أثناء تأديته لواجبه في الحرب، مشيرةً إلى أنه "كان مجاهداً منذ صغره، وختم حياته بالشهادة، وكان دائماً في الصفوف الأمامية".
وأضافت أنه شارك في العديد من العمليات الهامة، مثل اقتحام موقع بيت ياحون في عام 1999.
وحول علاقة زوجها بالسيد الشهيد، قالت زينب: "زوجي كان محباً لسماحة السيد، لا لأنه والد زوجته، بل لأنه قائد يقتدي به، وقد لمس في شخصيته الصدق والإيمان".
وتطرقت زينب إلى الألم الذي يشعرون به كعائلة بفقدان السيد، مؤكدة أن "ألم فراقه كبير جداً، ويمكننا أن نلمس مدى ألم الناس بفقده".
وفيما يتعلق بعلاقة السيد بالشعب، قالت زينب: "كان ينظر إلى الناس على أنهم أولاده، وكان مسؤولاً عنهم".
وأضافت أن آخر اتصال بينهما قبل عاشوراء، حيث شدد فيه على ضرورة التقرب من الناس إلى الله، مع السعي لتحسين حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، لكنه كان يهتم أيضاً بإيمانهم.
كما استذكرت وصية أستاذه الشهيد السيد عباس الموسوي "سنخدمكم بأشفار عيوننا"، مشيرةً إلى أن هذا كان يشغل بال والدها، حيث كان لديه هاجس الاهتمام بشؤون الناس.
وتحدثت عن خطاباته التي كانت تستهدف جميع الفئات، من صغار وكبار، والتي كانت توجه لجميع الثقافات والعقول.
ورأت زينب أن "سماحة السيد كان أباً حقيقياً للأمة، وليس قائداً فقط، والأمة أصبحت يتيمة بفقده"، مشيرةً إلى أن "العلاقة التي كان يبنيها مع الناس كانت تصل إلى درجة أن فقدانه قد خفف من وطأة فقدان الناس لأحبائهم".
وفي حديثها عن الشخصيات التي تأثر بها السيد، قالت زينب أن والدها كان متأثراً بشكل عميق بالسيد موسى الصدر، الذي كان مصدر إلهام له في مختلف جوانب الحياة. وأضافت أن هذا التأثر جعل السيد نصر الله يصبح نموذجاً للقيادة في الإيمان، الإنسانية، والاجتماع.
وأوضحت أن السيد نصر الله لم يتوقف عن تعلم العلوم حتى قبل شهادته، حيث كان يتابع دروس البحث الخارجي عند قائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي في الحوزة، وهي أعلى درجات العلوم الدينية.
وعبرت زينب عن أسفها لعدم وجود سماحة السيد بعد وقف إطلاق النار، حيث قالت: "شعرنا أن الانتصار كان يتيماً من دون سماحته، والناس أيضاً شعروا بذلك".
وبشأن مستقبل حزب الله، أكدت زينب أن "القيادة الحالية في حزب الله هي استكمال لقيادة سماحة السيد"، مشيرةً إلى أن القيادة الجديدة تتكون من رفاقه الذين كانوا معه في القيادة السابقة، والذين ساهموا في تحقيق الإنجازات الكبيرة التي حققها الحزب.
واختتمت زينب بتوجيه دعوة إلى "أشرف الناس وأحب الناس إلى قلب السيد"، لتأكيد إيمانهم بالقيادة الحالية، وضرورة دعمها للحفاظ على دماء سماحة السيد.

تم نسخ الرابط