القوى السياسية بدأت العمل وتيار "المستقبل" يدخل بقوة: هل تتأجل الإنتخابات البلدية؟

شكّل انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون انطلاقة جديدة للدولة بمؤسساتها، ولو أن الإنطلاقة ستبقى منقوصة ما دام هناك احتلال للأراضي اللبنانية من قبل العدو الإسرائيلي، ولعلّ أبرز ما سيلي الإنطلاقة بعد تشكيل الحكومة وانعقاد جلسة
بعد الإنتخابات الرئاسية أبلغ الرئيس عون القوى السياسية نيته الدفع باتّجاه إجراء الإنتخابات البلدية على اعتبار أنه لا يمكن إطلاق العهد بتمديد جديد كان يصلح في السابق أيام الفراغ في رئاسة الجمهورية، وعلى هذا الأساس بدأت القوى السياسية العمل.
بعد تشكيل الحكومة كان البيان الوزاري واضحاً أيضاً بخصوص إجراء الإستحقاقات الإنتخابية في مواعيدها، والحديث هنا عن الانتخابات البلدية ومن بعدها العام المقبل الإنتخابات النيابية التي ستكون من أهم الإستحقاقات الإنتخابية في لبنان منذ اتفاق الطائف، وبحسب مصادر وزارية فإن نواف سلام أكد نيته إجراء الإنتخابات ومعه وزير الداخلية أحمد الحجار الذي كان له تصريح في الساعات الماضية حول "عزم الحكومة على إجرائها في مواعيدها وفقا لأعلى معايير الشفافية وبكل حرية وديمقراطية"، نافياً كل التقارير التي تتحدث عن نيّته التأجيل.
وبحسب المصادر الوزاريّة فإنّ وزير الداخلية ماضٍ في التحضير للإنتخابات التي يُفترض أن تحصل في النصف الثاني من شهر أيار المقبل، وهو لن يتخذ قرار تأجيلها فهذا قرار الحكومة، علماً أن بعض التقارير تتحدث عن احتمال التأجيل حتى الصيف المقبل لترتيب الأولويات الحكومية، علماً أن المصادر الوزارية تؤكد عبر "النشرة" أن النية هي لاحترام المواعيد لأن أي تأجيل تقني يجب أن يُقر في المجلس النيابي أيضاً وبالتالي ستكون مسألة معقدة نسبياً.
إذا وبظل الحديث عن الإنتخابات باشرت القوى السياسية العمل والتحضير، فالثنائي الشيعي على سبيل المثال أطلق منذ ما يُقارب الشهر تقريباً عمله فشُكلت اللجان المعنية داخل الحزب والحركة، وعُقدت اللقاءات الاساسية بين التنظيمين وتم الإتفاق على استكمال الإتفاق السابق الذي حصل عام 2010 لخوض الاستحقاق بشكل مشترك وضمن التحالف المعمول به مع إيلاء أهمية قصوى هذه المرة للتعاون داخل كل قرية وبلدة مع العائلات والفعاليّات كي لا يتسبّب الاستحقاق البلدي بإخفاق نيابي مقبل بحال حصلت إشكالات بين العائلات والأحزاب قد لا يكون الوقت المتبقّي للإنتخابات كافياً لحلها.
كذلك بحسب معلومات "النشرة" فإنّ باقي الأحزاب بدأت العمل، إذ تحوّل الحزب التقدمي الإشتراكي إلى خليّة نحل بلدي، وكذلك الأحزاب المسيحيّة، وتُشير المعلومات إلى أنّ عودة تيار المستقبل إلى الحياة السياسية خلط الأوراق في الجنوب وبيروت والبقاع والشمال، ويبدو أن هذه العودة ستساهم بضرب مخطّطات شخصياّت سنّية كانت تسعى للسيطرة على المجالس البلدية الكبيرة، ومن بعدها على التعيينات الأساسية للطائفة السنية في الحكومة.
وتكشف المعلومات أنّ تيار المستقبل دخل بشكل مباشر في عمليّة بناء التحالفات البلديّة واختيار الشخصيّات التي ستتولى رئاسة البلديّات في المناطق الكبيرة، مشدّدة على أنّ عودة التيار للعمل السياسي ستجعله لاعباً أساسياً في كل الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة.
لا يوجد إجابة واضحة اليوم حول مصير الإنتخابات البلديّة في القرى الجنوبيّة المهدّمة، او تلك التي يتواجد فيها احتلال إسرائيلي، فهل تجري في موعدها وتكون "بروفا" أولية للإنتخابات النيابية؟!.