أورتاغوس في لبنان تمهيدًا لأمر خطير... ودعوة للزحف جنوبًا في هذا التاريخ!
مع زيارة المندوبة الجديدة للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بدأ التمهيد لطرح تمديد مهلة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وذلك لتمكين الأخيرة من تدمير ما تبقى من القرى الحدودية. فهل هذا الطرح وارد فعلاً؟ وكيف يجب على الدولة اللبنانية أن تتصرف؟
لا يستبشر العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، في حديث لـ"ليبانون ديبايت" بزيارة خليفة المندوب الأميركي إلى الشرق الأوسط، آموس هوكشتاين، ويرى أن "المندوبة الجديدة، مورغان أورتاغوس، قد تطرح تمديدًا وهذا الأمر وارد جدًا، حيث أن الإسرائيليين عبروا في أكثر من مناسبة عن أن مهمتهم في جنوب لبنان لا تنتهي مع انتهاء المهلة في 18 شباط، وأنهم بحاجة إلى الكثير من الوقت".
وينتقد ياسين قائلاً: "فقلنا لهم إنهم ما يقومون به فقط هو تدمير وإحراق البيوت وتجريف الأشجار والتربة، وبالتالي هناك إعاقة متعمدة لعملية الانسحاب".
ويشدد على "ضرورة مجابهة لبنانية شرسة لهذا الطرح الأميركي، ويذكر بما عوّل عليه اللبنانيون في موضوع الحكم الجديد والعهد الجديد"، معتبرًا أن "هذا العهد أمام اختبار فعلي فيما يتعلق بالسيادة، لأن موضوع السيادة لا يتجزأ ولا يمكن أن يكون له معايير مختلفة، بل له معيار واحد فقط، لذلك، يجب أن يكون الطلب من الرئاسات الثلاث رفضًا مطلقًا لأي طرح جديد بخصوص عملية الانسحاب".
ويؤكد ياسين أنه "في حال تعمدت إسرائيل عدم الانسحاب بعد 18 شباط، يجب أن تكون هناك دعوة صريحة من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لجميع اللبنانيين والجيش اللبناني للزحف إلى المناطق المحتلة في الجنوب، مهما كلف الأمر، فهذا الموضوع لا يمكن السكوت عنه بعد الآن، أو اللعب بدماء الشهداء الذين سقطوا، أو بتضحيات الجيش على مدى السنوات الماضية، فلا يجب أن تذهب هذه التضحيات سدى، ولا يجب أن يسير لبنان على الهوى الأميركي والإسرائيلي".
وعن احتمال أن يشكل موضوع الأسرى ورقة ابتزاز للبنان، يوضح ياسين أنه "من يتمنع عن الانسحاب قد يتمنع عن تسليم الأسرى، علماً أنه لا فائدة من أسرهم، إذ لا يوجد أسرى بالمقابل ليتم تبادلهم".
ويشير في هذا السياق إلى أن "أسرى الحرب يفترض تسليمهم بعد انتهاء الحرب، وهذه المسألة عادة ما تتم معالجتها وفق القوانين الدولية بعد انتهاء العمليات الحربية، فلا أحد يستمر في احتجاز أسرى الحرب من الجهة الثانية بعد انتهاء الأعمال العسكرية، لذلك، يرجح ياسين أن تكون هذه الورقة ضغطًا من قبل إسرائيل، حيث يمكن أن تمدد المهلة شهرًا أو أكثر مقابل الأسرى".
ويشدّد على أن "لبنان يجب أن يكون حازمًا هذه المرة، وهذا الأمر برسم الرؤساء الثلاثة، فموضوع السيادة ووجود الاحتلال الإسرائيلي داخل الأرض المحتلة بهذه الطريقة غير مقبول على الإطلاق، ويتمنى أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب أمام الناس المتوجهين إلى الجنوب في 18 شباط في حال لم ينسحب الإسرائيلي".