اخبار لبنان اخبار صيدا اعلانات منوعات عربي ودولي صور وفيديو
آخر الأخبار

أسئلة وسيناريوهات تواكب أي تنصّل إسرائيلي من الاتّفاق

صيدا اون لاين

يعد لبنان، بالساعات وحتى باللحظات، انتهاء مهلة الستين يوما لتفاهم وقف اطلاق النار المرتقبة في الساعات المقبلة، لكي يبدأ جلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة.

وبعد تسريبات اسرائيلية اعلامية، اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهارا ورسميا هذه المرة، ان عملية الانسحاب، طبقا للاتفاق، قد تستغرق اكثر من 60 يوما، لافتا الى ان لبنان لم ينفذ التزاماته كاملة على صعيد اتفاق وقف اطلاق النار الذي اشترط انتشار الجيش اللبناني وانسحاب "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني.
كان البيان الإسرائيلي فضفاضا، واشار الى ان "عملية الخروج التدريجي" ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الأميركية، ولفت الى ان اسرائيل لن تعرض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستصر على التنفيذ الكامل لهدف حربها، أي العودة الآمنة للسكان إلى الشمال الإسرائيلي.
بالنسبة إلى لبنان و"حزب الله" وطبعا الجنوبيين، فإننا امام سيناريوهات ثلاثة. اما انسحاب كامل في الوقت المحدد، اما استمرار الاحتلال في مناطق معينة ثم الانسحاب منها مع الوقت، واما قيام الإسرائيلي بتكريس احتلاله في اماكن وبلدان معينة إلى ما شاء الله.
في كل الاحوال لا يبدو الاسرائيلي مرتاحا وثمة مسلمة بأن الانسحاب سيحصل، والسؤال حول التوقيت. فهو ما كان ليقبل وقف النار لو لم يكن مضطرا لذلك بعد استنفاذ اهدافه الكبرى وصمود المقاومة امامه.
فنتنياهو الذي تحدث عن تغيير وجه الشرق الاوسط، نحج بذلك جزئيا، وما لم ينجح به سيؤدي إلى مسار معاكس مع الوقت بعد استيعاب "حزب الله" ومحوره ككل للضربة الكبرى، متعددة الأوجه، التي تعرض لها.
وليس ادل على ذلك سوى مشهد انتهاء الحرب في قطاع غزة واستعراض القوة لحركة "حماس" بعد اكثر من 15 شهرا من الوحشية الاسرائيلي وادعاء شبه القضاء على الحركة.

والمشهد نفسه سيتكرر في جنوبي لبنان، و"حزب الله" يعد العدة لعودة مظفرة للنازحين ويستعد لوجستيا عبر منازل مجهزة واحتضان للنازحين، ويأتي ذلك بعد ان انجز في فترة سريعة عملية تعويض على الخسائر المادية التي تعرض لها المدنيون في الحرب في موازاة طبعا تجاوزه وبسرعة خلال المرحلة الأولى للحرب الكبرى، عملية ترميم قواه واستعادة المبادرة خاصة بريا بعد ان ارتكب نتنياهو غلطة الغزو البري التي فرضت نوعا من التوازن في الحرب غير المتكافئة (وغير الضرورية ولكن لهذا تفصيله الآخر).
على ان الوضع جنوبا مفتوح على احتمالات عديدة، ويجب ترقبه يوميا، وقد يعود بنا الزمن إلى مرحلة ما قبل تحرير العام 2000. وهذا لا يقتصر على الاحتلال الإسرائيلي الترابي، فحتى لو انسحب جيش العدو برا ولجأ إلى تكريس امر واقع يشبه الإحتلال مثل منع نازحين من العودة واقامة منطقة عازلة "ميتة" عن حدوده، فإن هذا سيعتبر احتلالا مقنعا لن يرضى به لبنان والجيش و"حزب الله" طبعا.
حتى اللحظة لم يتبلغ لبنان نية التمديد الزمني للاحتلال بما يتجاوز مهلة الستين يوما، وهو ابلغ كل من يعنيهم الأمر بأنه لن يقبل بذلك. اما اذا حصل السيناريو الأسوأ بتكريس اسرائيل لاحتلالها، فإن لبنان سيحتفظ بحقه في المقاومة، في موازاة مقاومته الديبلوماسية خارجيا وفي المحافل الدولية.
اما عمّا يمكن للحزب وللبنان القيام به، فهو شامل ومتعدد وقد لا يقوم به "حزب الله" مباشرة إلا في مواعيد لاحقة. اذ حينها ستكون اسرائيل امام مقاومة شعبية من نوع آخر وجديد لن تكون تقليدية بل شعبية وسرية وستتخذ اشكالا متنوعة عبر قوى غير نظامية وغير حزبية، ولو قد تكون تحت جناح الحزب
في كل الأحوال يترقب لبنان و"حزب الله" الذي يقف خلف الدولة، ما هو متفق عليه من انسحابات لكي يستكمل الجيش انتشاره، ولن يكون امام اسرائيل سوى تنفيذ ما عليها بعد ارتكابها اكثر من 600 خرق لتفاهم وقف النار في موازاة عمليات التهديم والتفجير والقتل وكل انواع الخروقات.. وإلا فإننا سنكون امام سيناريوهات جديدة وخطيرة.

تم نسخ الرابط