إسرائيل تواصل قصف غزة... ونتنياهو يضع شرطاً للالتزام بتنفيذ الهدنة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إن إسرائيل لن تمضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل تسلم قائمة بأسماء 33 رهينة ستطلق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقال نتنياهو في بيان: "لن نمضي قدما في الاتفاق حتى نتسلم قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم كما هو متفق عليه. لن تتسامح إسرائيل مع خرق الاتفاق. المسؤولية الوحيدة تقع على عاتق حماس".
قبل ذلك، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس أن إسرائيل ستطلق سراح أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيليا في المرحلة الأولى من هدنة غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إنه سيتم إطلاق سراح المعتقلين خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ومدتها 42 يوما، علما بأنه من المقرر أن تدخل الهدنة حيّز التنفيذ الأحد في الساعة 8,30 بالتوقيت المحلي (6,30 ت غ).
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن 50 شاحنة وقود ستدخل قطاع غزة عندما يبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار، مضيفا أنه "تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا الى داخل القطاع منهم 50 شاحنة للوقود".
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره النيجيري اليوم السبت، أكد الوزير المصري "نأمل أن تذهب 300 شاحنة الى شمال قطاع غزة لأن هذه المنطقة منكوبة للغاية والوضع أكثر سوءا وأكثر كارثية عن باقي مناطق القطاع".
واصطفت مئات الشاحنات على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي ـ الذي كان في السابق نقطة دخول حيوية للمساعدات وتم إغلاقه منذ ايار/مايو الماضي، عندما سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه.
موافقة إسرائيلية
ووافقت إسرائيل اليوم على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس) لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة بينما واصلت قوات إسرائيلية قصف القطاع قبل يوم من الموعد المقرر لبدء سريان الاتفاق.
ومن شأن الاتفاق أن يوقف الحرب المستمرة منذ 15 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة بعد أن دمر القتال القطاع وأودى بحياة ما يقرب من 47 ألف فلسطيني و1200 إسرائيلي وزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت وبعد اجتماع استمر لأكثر من ست ساعات، وافقت الحكومة على الاتفاق الذي يهدف إلى وقف القتال وإطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل عشرات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقد يمهد الاتفاق الطريق أمام إنهاء الحرب.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب: "وافقت الحكومة على الإطار الخاص بإعادة الرهائن. وسيدخل الإطار الخاص بالإفراج عن الرهائن حيز التنفيذ يوم الأحد".
وفي غزة، تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية هجماتها المكثفة منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت المناطق الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة فيما قصفت طائرات إسرائيلية مناطق بوسط وجنوب غزة اليوم السبت. وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت قتلت خمسة أشخاص في خيمة في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوب القطاع.
وأكد الدفاع المدني الفلسطيني أنه بذلك ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي منذ إعلان الاتفاق يوم الأربعاء الماضي إلى نحو 123.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نفذ غارات على 50 "هدفا إرهابيا" في أنحاء قطاع غزة أمس الجمعة. ولم يرد الجيش حتى الآن على طلب للتعليق على هجماته اليوم.
ودوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب اليوم، وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه أسقط صاروخا أطلق من اليمن دون الإشارة إلى سقوط أي مصابين. وقال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية اليوم السبت إن الجماعة ستنسق عن كثب مع المقاومة الفلسطينية للتعامل مع إسرائيل في حالة أي انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأثارت حرب غزة سلسلة من الصراعات الأخرى الأصغر حجما في الشرق الأوسط.
واندلعت حرب غزة بعدما شنت حماس الهجوم الأكثر تدميرا في تاريخ إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل المئات في جنوب إسرائيل.
وبدأت إسرائيل بقصف غزة فور هجوم حماس على جنوب إسرائيل، وسرعان ما اشتبكت مع جماعة حزب الله اللبنانية، حليفة حماس المدعومة من إيران، ثم اجتاحت جنوب لبنان وقتلت معظم كبار قادة حزب الله.
ونفذت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران مئات الهجمات، منذ اندلاع حرب غزة، على ما قالت إنها سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، كما أطلقت عددا من الصواريخ على إسرائيل.
وردت إسرائيل بقصف اليمن، كما قتلت عددا من كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني العديد منهم في غارات على الأراضي السورية ومنها هجوم على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق العام الماضي.
البداية بإطلاق سراح رهائن غدا
ليس من الواضح ما إن كان وقف القتال في غزة سيساعد في تهدئة التوتر بعموم المنطقة. ويقول بعض المراقبين إنه في حالة نجاحه، فإنه قد يخفف من حدة الأعمال القتالية في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية على منصة إكس إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ الساعة 8:30 صباح غد الأحد بالتوقيت المحلي (0630 بتوقيت جرينتش). ويتوقع البيت الأبيض إطلاق سراح ثلاث من الرهائن الإناث وإرسالهن إلى إسرائيل بعد ظهر الغد بمساعدة الصليب الأحمر.
وبموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار المؤلف من ثلاث مراحل بمرحلة أولية مدتها ستة أسابيع يتم خلالها تبادل رهائن لدى حماس مقابل محتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يتم في هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة من بين 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 فلسطيني من سجونها.
وتتضمن هذه القائمة أعدادا من المحتجزين 737 محتجزا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات فلسطينية مسلحة أدينوا بهجمات أسقطت عشرات القتلى الإسرائيليين، بالإضافة إلى مئات الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ بداية الحرب.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية التفاصيل صباح اليوم السبت إلى جانب اتفاق وقف إطلاق النار، والذي نص على إطلاق سراح 30 سجينا فلسطينيا مقابل كل رهينة أنثى غدا الأحد.
وقال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكغورك إنه بعد إطلاق سراح الرهائن غدا الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن كل سبعة أيام بعد ذلك.
وفي ظل معارضة شديدة من جانب بعض المتشددين في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي للاتفاق، ذكرت تقارير إعلامية أن 24 وزيرا في حكومة نتنياهو الائتلافية صوتوا لصالح الاتفاق بينما عارضه ثمانية.
وقال المعارضون إن الاتفاق يمثل استسلاما لحماس. وهدد وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير بالاستقالة إذا تمت الموافقة على الاتفاق وحث الوزراء الآخرين على التصويت ضده. ومع ذلك، قال إنه لن يسقط الحكومة.
كما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المنتمي أيضا لليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة إذا لم تعد إلى الحرب لإلحاق الهزيمة بحماس بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.