مصير اللبنانيين المعتقلين في سوريا بين الشائعات والمعلومات غير الموثوقة...
تركزت الأنظار مؤخراً حول ملف المفقودين والمخفيين قسراً، بعد سقوط النظام السوري وخروج معتقلين من السجون. اليوم، نسمع بأسماء كثيرة يُقال إنها خرجت من تلك السجون، لا بل هناك لوائح بدأت تُوزّع. ولكن ما يعنينا كلبنانيين هل فعلاً هناك لائحة معتقلين لبنانيين خرجوا من السجون، بعد سقوط النظام بسوريا؟.
جهات كثيرة تحرّكت لتتابع هذا الملف، من منظمة مساعدة الرهائن حول العالم وصولاً إلى لجنة أهالي المخطوفين والصليب الأحمر الدولي وغيرهم. وفي هذا الاطار، أشارت رئيسة لجنة الأهالي وداد حلواني، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه "حتى الآن، لا يوجد معلومات موثوقة حول ما اذا خرج معتقلين لبنانيين من السجون السورية، ونحن على تواصل مع الكثير من الجمعيات الصديقة الناشطة في سوريا، التي تعمل بدورها لمعرفة مصير المعتقلين بالسجون هناك، ولا يوجد معلومات دقيقة عن ذلك"، مؤكدة أن "كل ما يتم تداوله هو شائعات".
وتعود حلواني إلى قصّة أحد المعتقلين، حيث قيل إنه خرج من السجون السورية ويدعى علي العلي، فتشير إلى أن ذويه ذهبوا إلى حماه، ظناً منهم أنه إبنهم، فتبين أنه شخص آخر وهو معتقل سوري.
وترى حلواني أنه "يجب تشكيل وفد من الهيئة الوطنية للمخفيين قسراً والحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمن العام والأجهزة الأمنيّة الأخرى، لاستلام اللوائح الحقيقية للبنانيين الذين اعتقلوا وكانوا في السجون هناك"، داعية إلى عدم اطلاق الشائعات، واحترام وضع أهالي هؤلاء الأشخاص الذي ينتظرون أي خبر عنهم".
بدوره، يشير رئيس منظمة دعم الرهائن حول العالم نزار زكا إلى أننا "نعمل على توثيق كل الحالات دون إستثناء، ونريد التأكد من عودة الأشخاص إلى منازلهم بأمان، وأن المجرم سيذهب الى السجن".
حتماً عندما يخرج أيّ شخص من السجن، سيكون وضعه النفسي صعب وصعب جداً. وهنا يشرح عضو الجمعية الطبّية اللبنانية الاوروبية الطبيب النفسي جوزيف الهاشم أنه "لو كان هؤلاء المساجين في بلاد متطوّرة، لكان يفترض أن يدخلوا إلى المستشفى فوراً، كي يحصلوا على إعادة تأهيل، أي أن يتعلموا كيفية الانخراط من جديد بالمجتمع"، معبتراً أن "كل فرد يحتاج إلى بحث أو دراسة لوضعه الحالي، خصوصاً أن حالة كل شخص منهم تختلف عن الآخر، مثلاً هناك أشخاص ينسون ماذا يعني أن يعيش الانسان ويأخذ القرارات، وهناك من يصاب بالجنون ويصبح لديه ما يشبه التجزّؤ النفسي، وكّانه تخفيف للعذاب النفسي لديهم، وهناك أيضًا من يجنحون لإعطاء الحق لمن يعذبهم، وبالإجمال يجب على الدولة أن تأخذ كلّ هؤلاء الأشخاص على عاتقها، ويكون هناك فترة علاج أو فترة نقاهة، وهذا أمر ضروري".
"يجب أن يكون هناك مساعدات دولية في هذا الشأن، وأن تقوم المنظمات برصد مبالغ لعلاج هؤلاء الأشخاص". هذا ما يؤكده الدكتور الهاشم، مشيراً إلى أنّ "الأمراض النفسيّة هي أخطر من مرض السرطان، لأنها تمسّ بالأشياء العميقة بكلّ فرد أي بشخصيته وفكره".
إذاً، وحتى الساعة لا أحد يملك معلومات دقيقة عن المعتقلين، الذين خرجوا من السجون السورية، وما إذا كان يتواجد بينهم من لبنانيين أو لا، وبإنتظار جلاء الصورة يبقى كل ما يقال هو فقط مجرّد كلام و"لعب بعواطف" أهالي المعتقلين.