الجيش يعزّز انتشاره شمالاً مع سقوط الأسد
شكّل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا محور الأحداث والاهتمام في مناطق الشمال للبنانيين والسوريين معاً. فمع وجود حركة نزوح سورية إلى الداخل السوري، وحركة دخول للبنانيين أيضاً، برزت يوم أمس عمليات دخول سوريين إلى لبنان وبعضهم للمرّة الأولى خوفاً مما يحصل في سوريا من أحداث ومن الأوضاع والمستجدّات الحاصلة.
في مناطق الشمال كان التفاعل واسعاً مع الثورة السورية. فقد دفع إسقاط نظام الأسد إلى نزول الناس بشكلٍ عفوي إلى ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس للاحتفال بانتصار الثورة السورية. وفي أكثر من قرية وبلدة في عكار نظّم الأهالي احتفالات بالانتصار، وعلت التكبيرات مآذن المساجد بعد انهيار النظام الذي دمّر لبنان كما دمّر سوريا.
من جهته، يراقب الجيش اللبناني الأحداث والتطوّرات داخلياً وخارجياً. صحيحٌ أنه ترك الحرية لمن يريد الدخول إلى سوريا وسهّل الأمور أمس، لكنه يتهيّب الأوضاع الأمنية الحاصلة في سوريا بشكل أساسي. فالجيش ومنذ أيام عمل على إعادة انتشار واسع، وتوزيع عناصر ووحدات في أكثر من نقطة حدودية شمالية، تحسّباً لحركات نزوحٍ واسعة من سوريا إلى لبنان، وخوفاً من تسلل مسلّحين إلى الداخل اللبناني. وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أن الجيش نظَّم انتشاراً في الحدّ الفاصل بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس، تحسّباً لأي ردّ فعل قد يحصل على خلفية إسقاط نظام بشار الأسد. غير أنّ أهالي جبل محسن عبّروا عن تضامنهم وحرصهم على الوحدة اللبنانية، فأسقطوا صور الأسد من شوارعهم.
عَمِل الجيش اللبناني على ضبط الأوضاع الأمنية عند معابر العبودية، العريضة والبقيعة في وادي خالد، وذلك بعد سيطرة المعارضة السورية والأهالي على هذه المعابر من الجانب السوري، ومصادرة أجهزة الكمبيوتر والملفات، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد. كما أقام الجيش اللبناني حواجز ثابتة ومتنقّلة في أكثر من منطقة ونقطة في عكار، وطرابلس لا سيما على الطرقات المؤدّية باتّجاه المعابر الشرعية المعروفة شمالاً، بالتزامن مع حركة الدخول والخروج من لبنانيين وسوريين بين لبنان وسوريا.
في هذا الإطار، علمت "نداء الوطن" من مصدر عسكري؛ بأنّ "وحدات الجيش اللبناني ستستمر بإجراءاتها الأمنية المشددة، في مناطق عكار والشمال كافة، لأيام عدّة، بالتنسيق التام مع الأجهزة الأمنية الأخرى". ويضيف المصدر عينه أن "هذه الإجراءات قد تتواصل مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، وسينفّذ انتشاراً في الأسواق وأمام دور العبادة، من أجل فرض الأمن والاستقرار لا سيما في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ لبنان والمنطقة".
ختاماً، تجدر الإشارة إلى أن العين ستبقى على الوضع الأمني شمالاً، تلك المنطقة التي تربطها حدود طويلة مع سوريا تزيد عن 110 كيلومترات، وعلى كيفية التعامل مع ملف النزوح السوري، لا سيما وأن حركة الدخول إلى سوريا ستتزايد مع الأيام المقبلة، فعائلات عدة ستعود إلى سوريا بشكل نهائي.