لجنة المراقبة تسلمت تقريراً بالخروقات وتعاين الخط الأزرق
بوصول ممثل فرنسا، الجنرال غيوم بونشان، إلى بيروت ومعه فريق عملٍ مؤلف من 10 أفراد، تكون اللجنة الخماسية لمراقبة اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان قد اكتملت أخيرًا، وستباشر عملها في غضون الساعات المقبلة، بعد أيامٍ محمومة من الانتظار الرسميّ المُعوّل على اللجنة لوقف الخروقات الإسرائيليّة المستمرة لاتفاق الهدنة. هذا الاتفاق الذي بدا وبعد أيامٍ على إبرامه، هشًا وملتبسًا، لجهة التصعيد الكلاميّ والميدانيّ الإسرائيليّ، وتخوّف لبنان الرسميّ والشعبيّ من اشتعال الجبهة مجدّدًا.
وباكتمال حضور جميع الأطراف المشاركة في اللجنة، شرحت مصادر مُقرّبة من رئاسة مجلس النواب لـ"المدن" أن الموفد الأميركيّ الجنرال جاسبر جيفيرز، الذي زار عين التينة مع الوفد العسكريّ المرافق له، صباح اليوم الخميس، قد "أبلغ رئيس المجلس نبيه برّي بتثبيت العمل لأجل وقف إطلاق النار. وخلال الجلسة الّتي شاركت فيها السّفيرة الأميركيّة ليزا جونسون، تمّ استعراض كل الآليات لانتشار الجيش اللّبنانيّ ومعالجة كل الخروقات"، وأكدّ جيفيرز أن "الضغوط الأميركيّة نجحت في ثنيّ إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها المكثّفة".
الاجتماع الأوّل
وأفادت المصادر المقرّبة من برّي، أن الاجتماع الأوّل للجنة، سيُعقد منتصف الأسبوع المقبل، بين يومي الأربعاء والخميس، 11 أو 12 كانون الأوّل، وأُبلغ الجانب اللّبنانيّ، أن كل طرفٍ ومن موقعه وخصوصًا الأميركيين والفرنسيين، يعملون على مواكبة كل ما يتصل بتثبيت وقف إطلاق النار ومنع الخروقات. وسيقوم رئيس اللجنة ومعه ممثلا فرنسا ولبنان بزيارة استطلاع للخط الازرق بالطوافة العسكرية.
وأوضحت مصادر عسكريّة رفيعة لـ"المدن"، أن الاجتماع الذي سيعقد قريبًا "من المفترض أن يكون تحضيريًّا، ويهدف إلى التعارف بين أعضاء اللجنة ومناقشة بعض المواضيع. ثم وضع جدول أعمال واضح لتحديد المهام الموكلة للمشاركين لمعالجة القضايا تدريجيًّا، بدءًا من قضايا الانسحاب الإسرائيليّ ودخول الجيش، وصولًا إلى انسحاب الحزب. الأمور تُدرج في جدول أعمال يُناقش ويُقرر بشأنه".
وصول الطرف الفرنسيّ
وإبان وصول الجنرال الفرنسيّ، أصدرت الخارجيّة الفرنسيّة بيانًا، قالت فيه إن نصّ "اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته إسرائيل ولبنان في 26 تشرين الثاني، ودخل حيزّ النفاذ بتاريخ 27 تشرين الثاني، ينصّ على آلية إشراف على وقف إطلاق النار تترأسها الولايات المتحدة الأميركية. ويجسّد اتفاق وقف إطلاق النار هذا ثمرة الجهود الدبلوماسيّة التي بذلتها فرنسا لمدّة شهور طويلة مع الولايات المتحدة الأميركية. وتدعو فرنسا جميع الأطراف إلى احترامه، على الأجل الطويل ووضع حدّ لأي عمل من شأنه تهديده".
وذكرت أن العميد غيوم بونشان سيمثّل فرنسا في آلية الإشراف، بمساعدة عشر موظفين عسكريين ومدنيين من وزارة أوروبا والشؤون الخارجّية ووزارة القوات المسلّحة". وقالت إن آلية الإشراف "ستضمن متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وستتعاون الآلية كذلك مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرّر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ومن المزمع، أن يشغل الجنرال جاسبر جيفيرز منصب رئيس اللجنة، إلى جانب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي يتولى منصب الرئيس المدنيّ المشارك حتى يجري تعيين مسؤول مدنيّ دائم، وقد يصل إلى لبنان الأسبوع المقبل للمشاركة بأعمال اللجنة، وذلك في إطار فريق أميركيّ مؤلف من 20 شخصًا. فيما اختار لبنان، قائد قطاع جنوب الليطاني، العميد إدغار لاوندس لتمثيله.
تحضيرات الجيش اللّبنانيّ
ومع اكتمال عقدها، وفيما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية، أشارت المصادر العسكريّة إلى "وجود مؤشرات على تحرك التنسيقات والاتصالات التحضيريّة من هذه اللحظة واستباقًا للاجتماع" فقد تسلمت اللجنة تقارير بهذه الخروقات وستعمل على مراجعتها، ملاحظة أنها بدأت تقل تدريجيًا، نتيجة الاتصالات الجارية. وقد شهدت وتيرة الخروقات انخفاضًا منذ الضربة الأخيرة الّتي نفذها الحزب في منطقة شبعا.
أما بالنسبة لوضع الجيش، والكلام للمصادر العسكرية، فقد بدأ بالفعل بالانتشار في الجنوب. وبعض القوافل تمركزت في مواقعها السابقة، بينما يجري التنسيق لاستكمال عمليات الانتشار. وفي ما يتعلق بمسألة التطويع فقالت إن الأمر بحاجة إلى أربعة أشهر تقريباً، وهناك استعداد لإرسال تعزيزات للعديد القائم بالفعل. وقد بدأ الجيش اللبناني عملية انتشار واسعة النطاق في أحياء وشوارع صور وضواحيها، كجزء من إعادة الانتشار العسكري في الجنوب.