برّي يريد رئيساً قبل وصول ترامب... لهذه الأسباب!
مرة جديدة كرر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس تفضيله خيار التريث في اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية. هو قال، فور تعيينه في منصبه الاسبوع الماضي، إن يمكن للبنان انتظار شهرين اضافيين بعد، قبل ان يعود ويتوسّع في هذا الكلام امس في حديث صحافي.
فقد سُئل "هل تعتقد أن على النواب اللبنانيين الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بحلول 9 كانون الثاني المقبل؟"، وأجاب "أعتقد أن لديهم الوقت. في 9 كانون الثاني سيكون قد مر عامان وشهران على شغور منصب الرئاسة. برأيي، يمكن للبنانيين الانتظار شهرين أو ثلاثة إضافيين لإنجاز الأمور بشكل صحيح وفي إطار اتفاق شامل. لا يجب التسرع لانتخاب أي شخص بشكل عشوائي. يجب الحرص على ضمان مشاركة الأغلبية المطلقة لممثلي الشعب اللبناني، وليس الاكتفاء بانتخاب رئيس بأغلبية 65 صوتًا فقط". وحول ما يقصد باتفاق شامل، أوضح أنه يقصد اتفاقًا يتضمن جميع الإصلاحات الضرورية لإعادة بناء لبنان ومؤسساته، سواء القضائية أو الأمنية، واحترام الديمقراطية والدستور اللبناني، وتطبيق الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار. وقال "كل هذه العناصر بالغة الأهمية. كما يجب تحديد رؤية واضحة بشأن تشكيل الحكومة، ومعرفة من سيرأسها، وما هي الأحزاب التي ستكون ممثلة فيها، وما هو برنامجها لإعادة الهيكلة، خصوصا على الصعيدين الاقتصادي والمالي. وأخيرًا، يجب ضمان تمثيل المعارضة، التي تشكل اليوم نحو نصف البرلمان، بشكل جيد".
هذا الاصرار الاميركي، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، يدل على ان الاستحقاق قد لا يحصل في الموعد الذي حدده له رئيس مجلس النواب نبيه بري - والذي لا يؤكد منذ اسبوع انه موعد مصيري وقد ينتج رئيسا للجمهورية - لأن لا استعجال اميركيا لاجرائه خوفا من الوصول الى "طبخة رئاسية محروقة"، كما يوحي كلام بولس.
ووفق المصادر، التفاوت بين اصرار رئيس المجلس، وكلام الادارة الاميركية، يطرح جملة أسئلة. فهل يريد بري، بالاصالة عنه والنيابة عن حزب الله، إتمام الانتخابات قبل دخول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض؟
هل يريدان ان يحصل الانتخاب، قبل كانون الثاني المقبل، مخافة شروط اكثر صرامة قد تفرضها الادارة الاميركية الجمهورية الجديدة؟ أي ان في نظر بري وحزب الله، قد يتمكنان الآن من انتخاب رئيس أقرب اليهما وقادر على مسايرتهما اكثر من رئيس يُنتخب بعد وصول ترامب، وقد ظهرت معالم الاجندة الحازمة التي تحملها ادارته، في كلام بولس، حيث قال مثلا ان "نص اتفاق وقف النار واضح جدًا في تطبيق قرارات الأمم المتحدة، سواء القرار 1701 أو 1559. وبموجب هذه القرارات، يُسمح فقط لمؤسسات محددة بحيازة السلاح في لبنان، وهي الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والجمارك، وشرطة البلدية".
هل لهذه الاسباب، يريد بري الانتخاب ويصر عليه قبل تسلّم ترامب السلطة في الولايات المتحدة؟